الانفتاح وتحمل المسؤولية والتضامن: نداء الصين لمكافحة الوباء

خميس, 07/02/2020 - 05:11

هو يوي شيانغ ووو سي كه

 

  سيظل شهر مايو سنة 2020 ذكرى خاصة في التاريخ. في هذا الشهر، فبينما بدأ كل شيء في بكين يزدهر، لا تزال معركة العالم ضد الوباء الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) محتدمة. في الثامن عشر من مايو عام 2020، حضر الرئيس شي جين بينغ- عبر تقنية الفيديو كونفرانس- مراسم افتتاح الدورة الثالثة والسبعين لجمعية الصحة العامة العالمية وألقى كلمة. وتلى ذلك انعقاد دورة المجلس الوطني لنواب الشعب ودورة المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصين (الدورتين) في بكين، ونقلت الصين بذلك صوت التعاون العالي لمكافحة الوباء في أنحاء العالم، من خلال الانفتاح وتحمل المسؤولية والتضامن، بما يزيد ثقة شعوب العالم ويحفز روحها القتالية في مكافحة الوباء، كما قدمت خبراتها في مكافحة الوباء، مما أظهر أن الصين تعمل لتعزيز بناء رابطة المصير المشترك للبشرية، والمساهمة في سلام وتنمية واستقرار وازدهار العالم.

  توسيع نطاق الانفتاح هو إرساء أساس متين للتعاون في مكافحة الوباء

  عقدت "الدورتان" لعام 2020 في ظل الجهود الشاقة والتضحيات، التي بذلها الصينيون لتحقيق النتائج الإستراتيجية الهامة للوقاية من الأوبئة ومكافحتها في جميع أنحاء البلاد. على أساس تلخيص تجربة الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، ذكر تقرير عمل الحكومة لعام 2020 بوضوح أنه "لمواجهة التحديات العالمية مثل أزمة الصحة العامة والكساد الاقتصادي الشديد، يجب على جميع دول العالم العمل معا. ستعزز الصين التعاون في مجال الوقاية من الأوبئة مع الدول الأخرى لتعزيز استقرار الاقتصاد العالمي ودعم الحوكمة العالمية والمحافظة على النظام الدولي الذي تمثل الأمم المتحدة جوهره والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، وتعزيز رابطة المصير المشترك للبشرية."

  مع تفشي الوباء الناجم عن فيروس كورونا الجديد، تأثر قطاع الشحن الدولي والنقل الجوي بدرجات متفاوتة. بفضل مزاياها الفريدة زادت حركة مرور وشحن رحلات القطارات الصينية- الأوروبية في القارة الأوراسية، في وقت شهد انخفاضا في حجم الشحن والنقل في العالم بسبب تفشي الفيروس، فقدمت مساهمة في تحقيق الاستقرار في سلسلة الإمداد العالمية ودعم مكافحة الوباء في أنحاء العالم وفي بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية. وفقا لبيانات الموقع الرسمي لمجموعة السكك الحديدية الوطنية الصينية، سجل عدد رحلات قطارات الشحن بين الصين وأوروبا رقما قياسيا شهريا بلغ 979 رحلة خلال شهر أبريل هذا العام، بزيادة بلغت نسبتها 46% على أساس سنوي، وتم نقل 88 ألف حاوية قياسية، بزيادة بلغت نسبتها 50% مقارنة مع ذات الفترة من العام السابق، مما سجل رقما قياسيا في شهر واحد من حيث عدد الرحلات الإجمالية وعدد القطارات المغادرة وعدد القطارات العائدة في تاريخ القطارات الصينية- الأوروبية. خلال الفترة من يناير إلى إبريل من هذا العام، تم تشغيل 2920 قطارا على خط الصين- أوروبا، بزيادة بلغت نسبتها 24% على أساس سنوي، وشحن 262 ألف حاوية قياسية بزيادة بلغت نسبتها 27% على أساس سنوي.

  اتجاه الترابط والعولمة لا رجعة فيها في التطور التاريخي. وبسبب هذا الوباء، أصبح الجميع أكثر وعيا بأهمية الترابط والتواصل. في الفترة الحرجة للوقاية من الوباء في أنحاء العالم، يجب على جميع الدول توسيع انفتاحها والحفاظ على الترابط مع العالم. أولا، تعزيز التعاون الدولي في مواد الوقاية من الوباء من أجل الحماية المشتركة لحياة الناس والعاملين الطبيين في مختلف البلدان؛ ثانيا، الحفاظ على استقرار السلسلة الصناعية العالمية وسلسلة الإمداد العالمية، واتخاذ تدابير إيجابية بنشاط مثل تخفيض وإزالة التعريفات الجمركية وإزالة الحواجز التجارية لتحقيق التجارة دون عوائق؛ ثالثا، المحافظة على بيئة عالمية مفتوحة وتعاونية، والحفاظ على أسواق مفتوحة، والحفاظ على النظام التجاري المتعدد الأطراف، ومعارضة الحمائية.

  في العالم اليوم، يتشكل نمط "أنت وأنا لا ننفصلان". تتطلب دورة السلسلة الصناعية الكاملة مشاركة العديد من البلدان، ولا يمكن لأي دولة تحمل تكلفة الانعزال عن العالم. لا يوجد تواصل وتعاون دولي بدون الانفتاح. إن توسيع نطاق الانفتاح هو ترسيخ أسس التعاون في مكافحة الوباء وتعميق التبادلات الودية مع الدول الأخرى وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في العالم.

  تعزيز الوعي بتحمل المسؤولية هو مفتاح تشكيل قوة مشتركة ضد الوباء

  أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، في خطاب ألقاه عبر الفيديو، في افتتاح الدورة الثالثة والسبعين لجمعية الصحة العالمية، عن إجراءات ملموسة تتخذها الصين لتعزيز المكافحة العالمية لكوفيد- 19 منذ تفشي الوباء، وأوضح أن الصين عملت على الدوام بانفتاح وشفافية ومسؤولية في مكافحة المرض، ولم تضيع أي وقت لإبلاغ معلومات الوضع الوبائي إلى منظمة الصحة العالمية والبلدان المعنية ونشر التسلسل الجيني للفيروس والمعلومات الأخرى، ومشاركة تجارب الوقاية وعلاج المصابين والسيطرة على الوباء مع جميع الأطراف بدون تحفظ، وبذلت قصارى الجهود لتقديم الدعم والمساعدات إلى البلدان المحتاجة. وأكد الرئيس شي أن "الصين تتمسك دائما ببناء رابطة المصير المشترك للبشرية، وتتحمل مسؤوليتها ليس فقط لضمان حياة وصحة مواطنيها، ولكن أيضا لضمان الصحة العامة العالمية".

  منذ بداية مكافحة الوباء، مارست الصين مفهوم رابطة المصير المشترك للبشرية، وتلتزم بروح تحمل المسؤولية. في الأشهر العديدة الماضية، أطلقت الصين أكبر عملية إنسانية طارئة عالمية في تاريخ الصين الجديدة. فمن اليوم الثالث من يناير عام 2020، بدأت الصين بإبلاغ منظمة الصحة العالمية والبلدان بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ومناطق هونغ كونغ وماكاو وتايوان الصينية معلومات الوباء بشكل منتظم ومباشر. في الثاني عشر من يناير عام 2020، قامت الصين بمشاركة معلومات تسلسل جينوم فيروس كورونا الجديد مع العالم، ووضع أساس علمي متين لتشخيص المرضى وتطوير اللقاحات. كما أصدرت الصين سبع نسخ من خطة التشخيص والعلاج وست نسخ من خطة الوقاية والسيطرة على الوباء. وتقاسمت تجربة التشخيص والعلاج الوقاية والسيطرة على الوباء مع 180 دولة وأكثر من 10 منظمات دولية وإقليمية بدون تحفظ؛ وبادرت بإقامة مركز لمعلومات الوقاية والسيطرة على فيروس كورونا الجديد عبر الإنترنت، لمشاركة علوم الوقاية من الوباء ومكافحته ومقاطع الفيديو التدريبية وأحدث الأدلة التقنية ونتائج البحث، وحظي هذا المركز بمتابعة أكثر من مائتي ألف شخص في أنحاء العالم؛ وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية قدمت الصين "الإحاطة الدولية بشأن مشاركة التجربة الصينية في الوقاية والعلاج من فيروس كورونا الجديد"، حيث شاركت فيها 77 دولة في جميع أنحاء العالم وممثلو سبع منظمات دولية، وشاهدها أكثر من 110 آلاف شخص عبر الإنترنت؛ وعقدت أكثر من ثمانين مؤتمرا بالفيديو لخبراء الصحة مع أكثر من 150 دولة للتواصل بعمق حول كيفية الاستجابة الفعالة للوباء والتغلب عليه. حتى الآن، قدمت الصين مساعدات طارئة لما يقرب من 150 دولة و4 منظمات دولية لتلبية الاحتياجات العاجلة لجميع البلدان. وقد أرسلت 26 فريق خبراء طبيين إلى 24 دولة لديها احتياجات عاجلة لإجراء التبادل والتوجيه وجها لوجه. على أساس ضمان الجودة، تنتج الصين للعالم بأقصى قوة إنتاجية المواد والمعدات الطبية الطارئة التي تعاني إمداداتها نقصا شديدا في أنحاء العالم.

  تعزيز التضامن والتعاون يعني استخدام أسلحة التغلب على الوباء بشكل جيد

  في الوقت الحاضر، لا يزال الوضع العالمي لمكافحة الوباء قاتما، فنقطة تحول الوضع الوبائي في بعض البلدان لم تصل بعد، وضغط انتشار الفيروس ضخم. مع استئناف العمل والإنتاج في بعض البلدان، لا يزال خطر انتعاش الوباء مرتفعا للغاية. وفي الوقت نفسه، لا تزال الأدوية واللقاحات الخاصة بهذا الفيروس قيد التطوير، ولا تزال هناك متغيرات محتملة ضخمة في تطور الوباء. وقد أكد الرئيس شي جين بينغ، في خطابه بمراسم افتتاح الدورة الثالثة والسبعين لجمعية الصحة العامة العالمية أن "البشرية هي رابطة المصير المشترك، وأن الوحدة والتعاون هما أقوى الأسلحة للتغلب على الوباء". كما طرح ست توصيات حول تعزيز الوقاية من الوباء ومكافحته، وهي: إظهار الدور القيادي لمنظمة الصحة العالمية، وزيادة الدعم للبلدان الأفريقية، وتعزيز الحوكمة العالمية للصحة العامة، واستعادة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز التعاون الدولي.

  الفيروس ليس له حدود، والمرض لا يميز بين الأجناس. يظهر وباء فيروس كورونا الجديد مرة أخرى أن الإنسانية هي رابطة المصير المشترك. لا يمكننا التغلب على الوباء إلا من خلال تعزيز التعاون وتشكيل قوة موحدة. منذ تفشي الوباء، من تعزيز التبادل والتعاون في مجال الوقاية من الوباء ومكافحته، إلى تعميق التعاون العلمي والتكنولوجي، ومن تشجيع إنشاء "طريق حرير صحي"، إلى مساعدة البلدان النامية ذات أنظمة الصحة العامة الضعيفة، وفي إطار الدعوة الإيجابية الصينية، تتخذ المزيد من البلدان بنشاط إجراءات للاندماج في التيار الرئيسي للتضامن العالمي ومكافحة الوباء. إن دعم منظمة الصحة العالمية هو ممارسة تعددية الأطراف واختيار عقلاني لتعزيز الصحة العامة العالمية.

  لقد توحدت الصين والدول العربية وتعاونت في عملية مكافحة الوباء العالمية، ولعبت دورا نموذجيا في العالم لمحاربة الوباء. في الأيام الأولى من تفشي المرض، أعربت الدول العربية عن دعمها للصين بطرق عديدة وتبرعت بمواد مضادة للوباء للصين. وعندما واجهت الدول العربية الوباء، مدت الصين يد العون للدول العربية، وبالإضافة إلى توفير المواد المضادة للوباء، عقدت الصين مع مسؤولي الصحة في البلدان العربية مؤتمرات بالفيديو لتبادل الخبرات الصينية بشأن الوقاية من الأوبئة ومكافحتها. أعرب خبراء الصحة والمسؤولون الحكوميون من مختلف البلدان عن تأكيدهم على عمل الصين في الوقاية من الوباء ومكافحته، قائلين إنه في مواجهة هذا المرض الجديد غير المسبوق، تلعب تجربة الصين الناجحة دورا هاما في الوقاية من الوباء ومكافحته في البلدان الأخرى. هذا تجسيد جديد للصداقة الصينية- العربية، وصورة حقيقية لبناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية. في المستقبل، ستبدأ الصين والدول العربية بالعمل معا لبناء رابطة صينية- عربية للصحة والرعاية لتعزيز عودة التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى المسار الصحيح. في إطار البناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، سنعمل على تعزيز التعاون في مجالات جديدة مثل الاقتصاد الرقمي وتحقيق الازدهار والتنمية بشكل مشترك.

  وكما قال الرئيس شي جين بينغ، "ستتغلب الإنسانية في نهاية المطاف على الوباء، لكن حالة الطوارئ الصحية العامة الكبرى لن تكون الأخيرة للبشرية". إن الوباء الحالي الذي لا يزال مستمرا في أجزاء كثيرة من العالم تنبيه لنا بأننا بعد أن دفعنا الحياة ثمنا له، يجب على الدول تجاوز الاختلافات في العرق والتاريخ والثقافة وحتى الأنظمة الاجتماعية، والتكاتف لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية، والحفاظ بشكل مشترك على الكوكب الوحيد الذي يمكننا نحن البشر أن نعيش عليه. كدولة مسؤولة في العالم، تعلن الصين رسميا استعدادها لتقديم مساهمتها الخاصة في مناسبات مختلفة.