في محاربة الفساد، نعول على الحكومة أكثر من القطب السياسي الموازي، معارضة، متفرجة تفرج مشاهدي مباراة الكلاسيكو، لا نريدها ترفع شعار الرحيل والتنحي، فتلك شعارات رحلت مع الرئيس السابق، فلا الفضائح الكبرى التي كشفها النظام نفسه، حركت أعصابها المشدودة، ولا تدوير الوجوه القديمة أيقظها من سباتها، حبذا لو عقدت معارضة التفرج مؤتمرا مشتركاً،أو قامت بمسيرة مليونية سلمية تطالب بإستعادة الأموال المنهوبة التي أفقرت شعب المبادرات والتطبيل في العشريات الفارطة، كل هذا سيكون عوناٌ ومساندة لحكومة جعلت من محاربة الفساد سلاحها ومنطلق برنامجها الإصلاحاوي...
حكومة تبني، خرساناتها القوية، التي تقف في وجه كل التحديات الجيو سياسية وإجتماعية، الإرادة القوية في تغيير المسلكيات الخطيرة التي تهدد الكيان، ومن تلك المسلكيات التي لا نريد مشاهدتها، أو تفشيها في مجتمع متعطش للعدالة والتنمية، الكيل بمكيالين، محاسبة البعض، وغض الطرف عن البعض الآخر، وتركه يتقلب في دهاليز المراكز السامية وأياديه ملطخة بثروات الشعب، وأملاك الشعب، وخيرات الشعب المطحون بسبب السياسات الخاطئة خلال أنظمة خلت وتركت إرثاًثقيلاً التخلص من تبعاته يحتاج جهد جهيد وتضحيات كبيرة حتى نتمكن من الإبحار بالسفينة نحو بر الأمان.