ألقى العاهل المغربي، الملك محمد السادس، قبل قليل خطابا موجها إلى شعبه في الذكرى ال21 لعيد العرش المجيد.
الخطاب كان استثنائيا وغير مسبوق من حيث استحواذ الهم الاقتصادي والاجتماعي على كل تفاصيله، وذلك نظرا للتداعيات العميقة التي تركتها جائحة "كوفيد 19" على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في المغرب وعبر العالم.
ولم يفت الملك محمد السادس التنبيه إلى أن عيد العرش لهذا العام يأتي بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك، مباركا للشعب تلك المناسبات السعيدة، التي تجمع فرحتين إحداهما وطنية والأخرى دينية.
كما نبه جلالته إلى أن التدابير والقرارات الحاسمة، التي اتخذتها الدولة منذ اللحظة الاولى لانتشار الجائحة كانت صعبة وقاسية، لكنها كانت ضرورة لحماية المواطنين ومصلحة الوطن.
وهنأ جلالة الملك العاملين بالقطاع الصحي والقوات المسلحة والأمن والدرك والدفاع المدني وكل العاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة الجائحة على ما بذلوه من جهد وتضحيات في خدمة للوطن والمواطنين.
وأوضح الملك محمد السادس أن الدولة أنشأت صندوقا خاصا لمواجهة التحديات التي خلفها كوفيد19، وذلك بغرض دعم القطاعات المتضررة.
وأشار إلى أن عواقب الأزمة ستكون قاسية، مؤكدا على ضرورة اليقظة والتضامن للتصدي لموجة ثانية من الفيروس، لا قدر الله.
وقال جلالته إن الفرصة باتت مواتية لإعادة ترتيب الأولويات، من خلال التركيز على التحديات وتوفير الشغل ورفع الدخل.
وأكد أنه تم ضخ 120 مليار درهم في ميزانية الدولة، كما أن العمل جار لإنشاء صندوق للاستثمار الاستراتيجي، مشددا على ضرورة الإسراع بأصلاح عميق في القطاع العام.
وأضاف جلالته أن توجيهاته للحكومة تضمتت إحداث وكالة وطنية للتدبير الاستراتيجي لمصادر الدولة، وأن الطموح يصل إلى تعميم التغطية الاجتماعية لجميع المغاربة خلال خمس سنوات ابتداء من يناير القادم، والتعويض عن فقدان العمل.
واختتم جلالة الملك محمد السادس، خطابه القيم بالدعوة إلى اعتماد حكامة جيدة تمكن في تنفيذ البرامج الطموحة وتنزيل التوجيهات النيرة سبيلا إلى وضع كافة السبل لخدمة المواطنين والعبور بهم إلى بر الأمان، بعد أن وضعت جائحة كوفيد19 العراقيل أمام عجلة الاقتصاد العالمي.