انطلقت مساء أمس (الخميس) فعاليات النسخة الخامسة من الدورة الأدبية التدريبية التي ينظمها بيت الشعر – نواكشوط كل عام لصالح عشرات الشعراء الموريتانيين الشباب.
ويشارك في دورة هذا العام، المنظمة تحت شعار: "تنمية الملكات الإبداعية: الشعر نموذجا" أكثر من ثلاثين (30) شاعرا شابا، بينهم شعراء حققوا في السنوات الأخيرة مكانة متميزة على الساحة الأدبية الموريتانية وفازوا بمسابقات شعرية بارزة، كما صدرت لبعضهم مجموعات شعرية.
ويشرف على تأطير "الدورة الأدبية الخامسة" هذا العام أساتذة مختصون.
وافتتحت الدورة بكلمة للأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر - نواكشوط، أكد خلالها أن الدورات الأدبية تأتي كمكونة رئيسة في برنامج المبادرة الرائدة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة؛ خدمة للشعر والشعراء، مذكرا بأن بيوت الشعر التي تم افتتاحها في إطار هذه المبادرة، تعمل على تحقيق أهدافها في خدمة الإبداع، من خلال برنامج متنوع يقوم على تنظيم الأماسي الشعرية، وعقد الندوات النقدية، ونشر الأعمال الإبداعية والدراسات العلمية، وتنظيم المهرجانات، وغيرها من النشاطات التي تسهم في بناء الإنسان النموذج من خلال خلق فضاءات بديلة تواكب الحياة الراهنة، تعنى بأبرز منظورات الثقافة العربية التي ضمنها الشعراء في سجل الإبداع العربي والإنساني.
وقال ولد السيد إن الشعر موهبة لا تدرس، كغيره من المواهب، ولكن تنمية ملكات الإبداع أمر ضروري جدا، وقد انتبه لذلك العرب منذ القدم.
وضرب مثلا بملكة إلقاء الشعر، حيث إن شعراء كثيرين يقولون شعرا رائعا، لكن حين يلقونه يفقد زخمه، بينما يلعب الإلقاء الرائع والأداء القوي التفاعلي دورا حاسما في نقل الشاعر لأحاسيسه إلى المتلقي.
واستعرض ولد السيد نماذج من التكوين والتدريب على تنمية ملكات الشعر عند الشعراء من مختلف العصور، مذكرا بأسماء مشاهير الشعراء وآراء أساتذتهم في فن تنمية موهبة الشعر.
بعد ذلك، استمع المشاركون إلى أولى ورشات هذه الدورة مع الدكتور محمد علي عمَّ الأمين، الذي ألقى محاضرة قيمة تحت عنوان "تنمية الملكات الشعرية" تطرق فيها لعدة محاور، وبدأها بتعريف الشعر كفن، وتطور نماذج الشعر العربي (عمودي- تفعيلي/ نثري)، وقدم نماذج من طريقة تعلم الشعر عند القدماء، كما تطرق لخصوصية تعلم الموريتانيين للشعر رواية وقرضا، وقصص كبار الشعراء الموريتانيين في هذا المجال.
كما استعرض المحاضر نماذج تطبيقية حول "لغة الشعر"، و"البلاغة الشعرية"، و"موسيقا الشعر"؛ وتحدث عن رؤية كبار الأدباء والنقاد والمختصين لفن الشاعرية واكتساب الملكات الإبداعية في فنون الشعر المتعددة.
هذا، وخلال المداخلات والأسئلة التي تقدم بها المشاركون، جرت نقاشات مطولة حول "دور العروض" وخاصة موضوع النماذج الشعرية القديمة التي أهملت الكتابة على إيقاعها بسبب عدم إدراجها في البحور الشعرية التي وضعها الخليل، وما أعقب ذلك من شد وجذب فيما يمكن تسميته بـ"نظرية العروض في الشعر عند العرب".
هذا، وخلال استراحة الشاي التي أعقبت الورشة الأولى، طرح الشعراء الشباب موضوع "البنية الإيقاعية" الشعرية، وتأثيرها على التجربة الشعرية، منوهين إلى أن هذا الموضوع الذي لا يحسم أبدا من أكثر الموضوعات أهمية.