في السودان الشقيق كشف محمد آدم وهو ساحر تائب النقاب عن أن ممارسة السحر بالعزائم الشيطانية والطلاسم منتشر بين الحلقات الدينية والعلمية في السودان وفي بلدان تشاد والنيجر ومالي وموريتانيا، تحت غطاء ديني براق ومخادع، ينتهي بصاحبه إلى ادعاء الولاية والتمشيخ وهو منهما براء، لأنه لا يمارس الشعائر ولا ينتهي عن المحرمات وحتى لو فعل فهو يخلطها بنقيضها من الشرك الصريح.
أخطر ما يواجه الإسلام السني في موريتانيا هو اختلاط الدين بالسحر والشعوذة، وأحيانا من غير وعي بحقيقة الأمر، فيصبح الدين شعوذة وخرافة وسحرا من غير أن يعلم المعني.
تمارس المحافل الماسونية، أو ما يقوم مقامها، من واجهات دينية وخيرية، السحر بطرق مختلفة ومتفاوتة، للسيطرة على الأتباع من العامة، ولتلقي الأخبار من الشياطين، وأيضا للتقرب إليهم، وأيضا لإلحاق الأذى بالأعداء، يحدث هذا من البعض.
أخطر ما تعانيه موريتانيا مجتمعيا هو انتشار السحر والشعوذة على نطاق واسع تحت يافطات دينية واجتماعية وطبية وخيرية، وهو ما أنتج كارثة على عقائد الناس وقيمهم وأخلاقهم وأموالهم.
السحر هو الحلقة التي تلتقي فيها كل الجهات: الماسونية ـ الدجالون ـ النساء، وهو مجال شديد الخطورة والقذارة يهدد المجتمع برمته. والغريب أن وزارة الشؤون الدينية ليس في نظامها هيئة لمتابعة السحر والشعوذة والتبشير النصراني.
السحر في موريتانيا ملف خطير وجدي وينتشر بشكل علني وسري وتحت غطاء متعدد، فهناك دجالون ومشعوذون ومن يضربون الودع، وهم محل زحام على أبوابهم في كل الأحياء، ومنهم رجال ونساء ومن البلاد وخارجها
السحر الحقيقي هو ممارسات شيطانية نجسة يقوم بها رجال دين ورجال علم ورجال “محافل”، لتسخير القرين من أجل الأخبار ومعرفة ضمائر الناس وأيضا لتسخير الأتباع وللحصول على الأموال منهم وللإضرار ب”الأعداء”.
مصادر السحر التي دخل منها إلى المجال الموريتاني التاريخي (موريتانيا وما يجاورها شرقا وشمالا)، هما مصدران اثنان: مصدر يهودي قادم من شمال إفريقيا ومصدر جاء من جنوب الصحراء قادم من بلاد الزنوج في مالي والسنغال وجوارهما.
السحر اليهودي يقوم أساسا على استخدام الطلاسم والرموز وعلى ممارسة صوفية تسمى (الكابالاه)، أما السحر الإفريقي فهو سحر أسود يقوم على العزائم الشيطانية، وكلا السحرين متقاربان في مصدرهما وأساسهما النجس والقذر وقبل ذلك الشركي والكفري.
يستخدم السحر على نطاق واسع في موريتانيا للتفريق بين الأزواج وللإضرار بالأسر وزرع الشقاق بين الوالدين وأبنائهما وبين الأسر بعضها ببعض، وأيضا لإمراض أشخاص يشكلون خطرا على السحرة أو على بعض الأسر الماسونية.
الشعوذة والدجل لهما حضور واسع هذه الأيام في الأزقة والحواري وبين المجتمع “الراقي”، إضرارا بالأشخاص وتفريقا بين الأزواج وتحكما أيضا في الرجال وإخضاعهم لمشيئة النساء ولسلبهم عقولهم وأموالهم.
من السحر النجس، وهو كله كذلك، سحر جذب القلوب وتمارسه مجموعات متعددة من نساء المجتمع السياسي والمالي للسيطرة ولجذب المخدوعين من الرجال والشباب، وللزواج و للمال وللإضرار بالضرات…
بعض النساء يتلقين مواد نجسة وسحرية لا يعلمون كنهها ويطلون بها وجوههن للجذب والسيطرة على القلوب، وبعض الرجال يستخدم السحر للبقاء في منصبه أو لتكثير أمواله أو للوجاهة. مصدر هذه القاذورات موجود أساسا في الأحياء القديمة في وسط العاصمة قرب العيادة المجمعة.
أنواع السحر:
1ـ السحر الأسود:
ـ سحر الشعوذة وهو في الغالب سحر تخييل وخداع أو استخدام للكزانة للاستبصار أي معرفة ما في المستقبل وخداع العامة بكل السبل.
ـ سحر القرين: وهو استخدام القرين الشيطاني لجلب الأخبار ومعرفة ما في ضمائر الناس لخداعهم وهو أيضا مستخدم تحت غطاء الودع (لكزانة) ويقوم على استخدام القرين في معرفة خفايا الشخص وما لا يعرف من خفايا خصومه فيظن ذلك من معرفة الغيب ولله المثل الأعلى.
ـ سحر التسليط: وهو سحر شديد الخطورة يقوم على تسليط الشياطين على الشخص للتحكم فيه ودفعه لفعل أي شيئ يطلب منه المسلّط ثم يتحول عبدا للشيطان يفعل كل فجور وشرك تحت طائلة الخوف من التعذيب والأذى. ومصدره عادة في الأكل والشرب ويتصل بما يسمى الجن الطيار أو الهوائي.
ـ سحر الفودو: وهو سحر إفريقي يقوم على استعمال البيه (من الدمى والمواد) لقتل الشخص أو تسليط المرض عليه، وهو نادر في بلادنا.
2ـ السحر “الأبيض”:
وهو يُتعلّم من العلاقة مع الجن المسلمين ومنه استخدام الطلاسم والأوفاق لعمل المباح، لكنه في النهاية يتحول إلى أمور محرمة