/ السيد الرئيس الموقر محمد ولد الشيخ الغزوانى الوضع لا يحتمل التأخير،
قد نقبل التهميش والإقصاء، لكننا لم ولن نقبل ابدا مهما كلفنا ذاك من ثمن سلب ارضنا وتسليمها لغيرنا.
بوصفى احد الداعمين لكم شخصيا وللإستقرار الوطنى ثانيا ونتمنى لكم كل الخير ولبلادنا مزيدا من الإستقرار والإزدهار ، فإننى أهيب بفخامتكم ان تتدخلوا بصفة استعجالية لحلِّ مشكل النزاع الموجود على مستوى منطقة( بيره) الواقعة جنوب مدينة كيفه على بعد 14 كم بين اهل بومالك من جهة واهلهم جماعة إدوعلى الموجودة فى كيفه من جهة اخرى.
السيد الرئيس الموقر، الوقت لم ينفد بعد ومازال بعض العقلاء من اهل بومالك ونحن فى مقدمتهم يتعاطى بإيجابية مع أى حلِّ ايجابي يرضى الطرفين ولايكون على حساب احدهما.
وهناك خطوات ايجابية سبق للإدارة الجهوية السابقة ان اتخذتها يمكن البناء عليها ، حيث سبق لها ان اتخذت قرارا بتقسيم المنطقة الى مناطق ثلاثة واحدة جعلتها فى الوسط وحرمتها على المجموعتين وأخرى جنوبها خصصتها لمجموعة اهلنا إدوعلى والثالثة شمالها وخصصتها لأهل بومالك ..حصل هذا منذ سنوات ، لكن الذى اثار المشكلة الآن هو ان الإدارة الجهوية الجديدة وبقدرة قادرولغاية فى نفس يعقوب غيَّرت رأيها فتركت مجموعة إدوعلى تشيد ماتريد تشييده من امبارات وخيام فى الجزء المخصص لها ومنعت مجموعة اهل بومالك من القيام بأعمال مماثلة وقمعتها بوحشية واعتقلت منها عددا من الشيوخ والنساء لايزالون عند فرقة الدرك فى تحدِّ سافر وانحياز فاضح لأحد اطراف النزاع ضد طرف هو الذى يملك احياء باعتراف الإدارة الجهوية ذاتها.
السيد الرئيس المحترم،
كلنا يعتز بقواتنا المسلحة وقوات امننا الوطنى ونقف جميعا خلفهما ، لكن ذلك يرتبط بتمسكهما بحفظ الأمن الداخلى والخارجى ووقوفهما من المواطنين على نفس المسافة ، لا ان تكون قوات الحرس الوطنى اداة قمع وتسلط وتصفية حسابات لأن قائدا ما او وزيراما لديه مصلحة شخصية فى تنفيذ اجندات قبلية بعيدة كل البعد عن مراعاة المصلحة العامة التى تأتى فى مقدمتها استقرار الوضع الداخلى وعدم تهييج مشاعر المواطنين بظلم سافر يمارس عليهم بالقوة علنا ودون خجل.
إن الإستقرار الداخلى الذى ننشده جميعا
لايمكن ان يستتب فى ظلِّ الشعور بالظلم والإنحياز المكشوف والإقصاء والتهميش والبطش والإعتقال التعسفى ، وكلُّها امورانجرت عنها ويلات نتمنى لبلادنا ان تظل بعيدة عنها كل البعد ...حفظ الله بلادنا وقيادتنا من كل شر ومن كل سوء .
السيد الرئيس ، قد يتحمل المواطنون الإقصاء والتهميش وعدم تكافؤ الفرص فضلا عن الجوع والبطالة ونهب خيراتهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم التى تكفل لهم حياة كريمة ، ولاشك ان اهل بومالك طالهم الكثير مما ذكرنا وانت سيادة الرئيس ادرى بذلك لأنهم اهلك وليس خافيا عليك اي شيء من امرهم، لكنهم ومهما بلغ تحملهم لن يقبلوا لن يقبلوا لن يقبلوا أبدا أخذ ارضهم واعطائها لغيرهم ، هذا خط احمر ياسيادة الرئيس المنتخب ديمقراطيا...لا نطلب منك الإنحياز لنا ولا ظلم غيرنا ، لكننا نطلب تطبيق العدالة ووقوفك حكما عدلا بين المجموعتين لاتظلم ايا منهما لأن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وظلم ذوى القربى اشد مضاضة * على الحرِّ من وطء الحسام المهندى.
وانت بالإضافة الى انك رئيس جميع الموريتانيين اخ كريم وابن اخ كريم للمجموعتين اللتين تربطهما بك وببعضهما البعض وشائج القربى والجيرة والخاوة والصداقة والمحبة القديمة.
قد لا يكون فينا وزيرا ، وهذا من ظلمنا الذى اشرنا اليه ، لكن ذلك لن يجعلنا نرضخ للقرارات الشمولية الظالمة، لأننا حتى هذه اللحظة لازلنا نرى اننا - من حيث الشكل على الاقل - فى دولة ديمقراطية يعنى لها القانون الشيء الكثير ووظيفتها الأساسية رفع الظلم عن كاهل مواطنيها ، لا ان تكون هى أداة ظلم فصيل منهم محاباة لفصيل آخر لأن من بين رجاله من هو متنفذ فى الدولة ومؤسساتها العميقة.
السيد الرئيس،
أصيكم ثم أصيكم - ووالله إنى لكم لمن الناصحين - بالتدخل الفورى لإخماد شرارة هذا الحريق الذى ينبغى ان يخمد فى مهده ، وتلك مهمة ليست بالمستحيلة إن ارسلت الإدارة رسائل واضحة تثبت من خلالها حيادها ووقوفها من المتنازعين على مسافة واحدة.
نعول كثيرا على حكمتكم وحنكتكم وعلاقتكم الخاصة المتميِّزة بكلا الطرفين فضلا عن علاقة الطرفين المتجذِّرة بعضهم ببعض والتى طبعت دوما بطابع الودِّ والتقدير والإحترام.
الدكتور المحامى محمد سيدى محمدالمهدى.