الدكتور محمد الأمين عالي: أستاذ الاقتصاد الاسلامي في الجامعات الموريتانية
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم التعامل الشرعي مع جثة المتوفى في كوفي19 ،
تلبية لطلب اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة جائحة كورونا بضرورة مشاركة المواطنين للتصدي لهذا الوباء ونظرا لتكليف وزارات الصحة والشؤون الإسلامية والداخلية بمباشرة العمل لوضع مسطرة (بروتوكول) خاصة وصارمة لأجراءات نقل وغسل ودفن الموتى بسبب الجائحة.
فإني أضع بين يدي هذه الوزارات استشارة شرعية عن أحدث فتوى شرعية عن هذا الموضوع صادرة من مجمع الفقه الاسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، والذي تعتبر فتاويه فتوى جماعية عصرية مقدمة على الفتوى الفردية، ومخالفته ترتب الاثم .
لذلك نحيل في هذا الصدد إلى قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، الندوة الطبية الفقهية الثانية لهذا العام والتي عقدت عبر تقنية مؤتمرات الفيديو يوم 16 ابريل 2020، تحت عنوان "فيروس كورونا المستجد (كوفيد ــ 19) وما يتعلق به من معالجات طبية وأحكام شرعية". والصادره بتاريخ : 20/04/2020، حيث نصت في ثلاث بنود على الطريقة الشرعية للتعامل مع الموتى على النحو الآتي :
13) يجب تغسيل الموتى وتكفينهم ولو برش الماء فإن تعذّر فالتيمم، فإن تعذّر يسقط وجوب الغسل على أن يقوم بذلك الملتزمون صحياً، فلا بد أن يرتدي المغسلون والمغسلات ملابس حافظة، ويجب أن يكون هناك حد أدنى من الناس لغسل الموتى للتقليل من مخاطر انتقال الفيروس، فلا يجوز إجراء التكفين والدفن إلا تحت إشراف الخبراء المختصين مراعاة لعدم انتقال العدوى مع الالتزام بأي إجراءات يقررونها مثل وضع جثث الموتى في أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق، ثم يصلى عليه. ويمكن لمن شاء من المسلمين أن يصلي عليه صلاة الغائب ولو فرادى في أي مكان متاح، ولا يجوز حرق جثامين المسلمين في أي حال من الأحوال، ولا بد من الإسراع في الدفن ذلك لأن التأخر عنه مكروه شرعاً عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: (إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ)] البيهقي.
14) يجوز غسل موتى الأوبئة بأجهزة التحكم عن بعد، والتي تجمع بين الوفاء بشروط وواجبات وسنن غسل الموتى في الشريعة الإسلامية والاشتراطات الصحية والبيئية المرعية. والدعوة موجهة للمختصين في هذا الشأن من المسلمين للمسارعة بإنتاج مثل هذه الأجهزة.
15) والتعزية مستحبة؛ وتؤدى بطرق عدة، أثناء الجائحة، فيجوز العزاء عبر وسائل الاتصال المختلفة دون الزيارة الشخصية خشية انتقال الفيروس.
وقانا الله والمسلمين من هذا المرض والحمد لله رب العالمين.