على هامش افتتاح العام الدراسي 2021-2022 / عثمان جدو

أربعاء, 10/06/2021 - 05:30

 

للمرة الثالثة على التوالي يشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد: محمد ولد الشيخ الغزواني ميدانيا على افتتاح السنة الدراسية؛ ولذلك بالغ المعنى وعميق الدلالة للتأكيد على الانشغال التام بانتشال التعليم من واقعه المأساوي الذي ظل يترنح فيه طيلة عقود خوالي.

لقد حمل اهتمام رئيس الجمهورية بالتعليم والذي أظهره منذ إعلان ترشحه للرئاسة وتقديمه لميثاق عهد تضمنه؛ على أساسه انتخبه المواطن، لقد حمل ذلك الاهتمام شحنة معنوية كبيرة؛ قابلة للنمو والزيادة كلما أنجز شيء في مجال التعليم، والعكس؛ تتناقص تلك الشحنة، وقد تتلاشى كلما حصل العكس في الاتجاه الآخر مهما كان الفاعل بعيدا عن هرم السلطة، طالما ظل المجال مجال التعليم، وعلى هذا الأساس يتنزل حمد المجتمع لكل إنجاز؛ ويؤول سخط المتذمرين بكل تقصير حاصل، وترتفع أصواتهم ضد من يعتقدون انهم مكمن فساد وتدهور المنظومة التربوية؛ قدما، ولا يتفاءل أكثرهم بتغيير إيجابي يحصل في ظل رتابة الحال، وسكون ليل التعليم الطويل؛ سرمدي الشتاء..!! 

لا شك أن متغيرات كثيرة ظهرت بوادرها على سوح المنظومة التربوية؛ منها ما تجاوز طور الظهور إلى التجسيد، فصار واقعا معيشا، ومنها ماهو إلى الآن ذكر منتظر يحتاج تسريع وتيرة الإنجاز..

إن من النقاط المضيئة التي أنجزت؛ ضبط القطاع بنظام تسيير معلوماتي دقيق؛ من شأنه أن يوزع الكادر البشري توزيعا يختفي معه التحويل العشوائي، والاختفاء المحمي، والتلاعب بتموقع الاشخاص، وضبط إحصائيات التلاميذ بشكل لا يقبل تكرار الفوضى القديمة في الاحصائيات؛ المبررة قبحا بزيادة الكفالة أو بقاء المدرسة (كذا) بعلم  رفراف!. 

ويأتي العمل على تدعيم البنية التحتية التربوية بزيادة عدد الحجرات وتأهيل المدارس؛ من خلال برمجة 2000 مدرسة تسلمت منها 1000 ضمنها 42 مدرسة مكتملة، واقتناء 80 ألف طاولة مدرسية في طليعة النقاط الايجابية المنجزة؛

يضاف إلى ذلك اعتماد الزي المدرسي الموحد، الذي ينبغي أن يشمل التلاميذ في كل مدارس الوطن وبنفس الجودة والتصميم، ولا تخفى أهمية ذلك في تركيز التلاميذ وإذابة الفوارق الظاهرة بينهم -على الاقل- داخل المحيط التربوي.. يتبع ذلك أهمية توزيع 18 سيارة رباعية الدفع على بعض المفتشيات المقاطعية.

ثم إن مراجعة المناهج التربوية وتوفير الكتب المدرسية يعد أولوية، فالتدريس دون كتاب وهم، وولوج لمعر كة حامية الوطيس دون سلاح.. وفي هذه النقطة؛ بشر معالي وزير التهذيب بقدوم أزيد من مليون كتاب منتظرة قبل نهاية الشهر الجاري، وهي الكتب التي تحيط بالحاجة لسنوات الإصلاح بالإضافة تدعيم السنوات الأخرى ببعض الحاجة من الكتب المقررة، وفي ذات السياق ستوزع كتب المواد الأساسية على التلاميذ في السنوات التحضيرية. 

إن زيادة الإنفاق العام على التعليم والذي وصل هذه السنة إلى 18% في طريقه إلى 20% التي تعهد بها فخامة الرئيس في برنامجه الانتخابي؛ تعد مكسبا مهما تنبغي صيانته وزيادته، فبفعل هذه الزيادة؛ زادت كتلة الأجور، وعم الطبشور، وزيدت علاوة البعد اكثر من 150%؛ وينبغي أن يظل حبل الزيادة على الجرار؛ حتى نصل إلى حد الإرضاء الذي لا يقف معه المدرس مطالبا بزيادة الراتب أو تحسين العلاوات.. وتمت كذلك مضاعفة ميزانيات المدارس الابتدائية، وكذا انتشرت خريطة التغذية المدرسية لتغطي 1000 مدرسة في 12 ولاية؛ يستفيد منها 172الف تلميذ.

 وشكل محور تمدرس البنات هو الآخر محطة هامة استفادت من البرامج الموجهة لها 40الف فتاة في ست ولايات هن مسرح التدخل بزيادة ولايتين هذا العام على الولايات الأربع السابقة. 

ولم يغلق باب التفكير والأمل في الاشراك والتطوير؛ حيث أعلن الوزير عن قرب انطلاق الأيام التشاورية حول التعليم تزامنا مع التشاور الوطني العام؛ الذي أكد فخامة الرئيس أنه يتسع للجميع رؤى وطرحا ومشاركة؛ دون محاذير.. 

هناك نقطتين هامتين جدا جدا؛ ولذلك أخرت الحديث عنهما لعمق دلالتهما المعنوية قبل المادية: 

 أولهما: تكريم المتفوقين من التلاميذ وأساتذتهم ومديري المدارس والمؤسسات التي كانوا يدرسون فيها؛ فهذه الخطوة تعزز التنافسية وترفع جودة التعليم بهدوء وتنصف المجدين؛ طلابا ومدرسين ومؤطرين.

ثانيهما: اعتماد سلك معلم رئيسي، وهي خطوة تشد إلى التعليم حملة الشهادات الجامعية وتزيد توجيه الكفاءات العلمية إليه؛ لكن لا ينبغي أن نغفل عن جدوائية احتواء حملة الشهادات داخل القطاع ممن خدموا التعليم؛ على غرار كل سلك اعتمد في التعليم وفي غيره، يكون البدء بالتأسيس على الموجود ممن حاز التأهيل المطلوب؛ ثم  يكون الولوج بعد ذلك؛ طلبا  مقدما، واشتراطا متوفرا، ومشاركة فعالة تضمن النجاح وتجاوز الامتحان.