مزارعون بوادي الطواز: مشروع تنمية الواحات عقبة أساسية أمام الزراعة في المنطقة

جمعة, 02/18/2022 - 07:08

 

لا صوت اليوم في منطقة الطواز بولاية آدرار يعلو على صوت الاحتجاج والتذمر تجاه سياسات مشروع الواحات الذي يعمل في الولايات الشمالية منذ عقود.

يتهم السكان المحليون القائمون على المشروع وبعض الروابط الزراعية في الولاية بالعمل بكل الجهود من أجل منع أي حفر عميق وفعال بحثا عن المياه الجوفية في المنطقة، التي أظهرت عمليات الحفر الأخيرة أنها تحتوي على مخزون مائي جوفي مهم، وقادر على إنقاذ الزراعة في الوادي الذي ظل لقرون مصدرا غذائيا مهما لسكان الشمال الموريتاني بأنواع مختلفة من الحبوب مثل الشعير والقمح، وكذا بالتمور والخضروات.

تعود عمليات الحفر إلى سنوات منصرمة، حيث سبق أن أدت قامت شركة سعودية بالتنقيب عن المياه في منطقة الطواز، قبل أن تبدأ مرحلة لاحقة من التنقيب على يد ما يعرف بمشروع الواحات

ويرى السكان وقيادت محلية في الطواز أن عمليات الحفر التي نفذها المشروع المذكور استهدفت مناطق غير صالحة للحفر، وأدت إلى قطع مصادر المياه عن كثير من حدائق النخيل والحقول الزراعية في الطواز، مما دفع بعدد من المواطنين إلى مراسلة وزارة الزراعة من أجل رفع ضرر "حفريات" المشروع المذكور، حيث يعمد مشروع الواحات دائما على حفر آبار قريبة من مناطق العيون المائية، مما يؤدي إلى نضوب العيون التي تستقي منها الواحات، وموت النخيل

كانت المرحلة الثانية هي تحمل عمدة بلدية الطواز لنفقات وتكاليف الحفر، رغم اعتراض مسؤولي المشروع وبعض نافذي الرابطات الزراعية، ومكنت عمليات التنقيب التي نفذت على نفقة عمدة الطواز من توفير مصادر مياه دائمة وصالحة للشرب والري والزراعي في 10 آبار من أصل 15 بئر تم حفرها في المنطقة، وذلك بحجم إنتاج مائي يصل إلى 350 متر مكعب

وغير بعيد عن "حفريات المتعطلة لمشروع التنمية المستدامة في الواحات" كشفت الحفر أيضا عن إطلاق الري في منطقة أخرى بوادي الطواز، وتمكن من إطلاق ثلاثة آبار بحجم إنتاج مائي يصل إلى 65 متر مكعب، رغم أن هذه الآبار الثلاث لا تبعد أكثر من 300 متر عن واحات نخيل متعددة، هلك معظمها بسبب العطش وامتناع مشروع التنمية المستدامة في الواحات عن الحفر في هذه المناطق.

ويطالب المزارعون والسكان الأصليون في وادي الطواز السلطات الإدارية ووزارة الزراعة بالتدخل العاجل، لإنقاذ المقدرات الزراعية الهائلة في منطقة الطواز، خصوصا في ظل الاكتشافات الهائلة للمقدرات المائية الكبيرة، وما يمكن أن توفره لاحقا من إسهام كبير في الأمن الغذائي للوطن.

ويتساءل المواطنون لمصلحة من يستمر هذا المشروع في استنزاف المقدرات الزراعية والمصادر الغذائية للسكان، ومنع الآفاق الهائلة التي تتمتع بها ولايات آدرار ومنطقة الطواز بشكل خاص في التنمية الزراعية للوطن.

ووفق المزارعين وملاك الواحات، فقد رافق إطلاق مشروع التنمية المستدامة في واحات النخيل منذ العام 2004 إلى سنة 2022 تلف مئات الواحات وحدائق النخيل، وهو ما يعني تلف واستنزاف ميزانيات عمومية بمئات الملايين، زيادة على قطع الطريق أمام جهود آلاف السكان الذين عرفوا طيلة قرون بمكابدة الحياة والصبر على مشاقها، والإنتاج الثري والدائم تحت ظلال النخيل