وزارة الصحة تلغي صفقة مفتوحة وتمنحها لشركة مملوكة لاحد نواب الجمعية الوطنية لم تشارك في المناقصة

أحد, 03/06/2022 - 06:03

 

منحت وزارة الصحة صفقة عبر التراضي بمبلغ 1.6 مليار أوقية قديمة لشركة "MS – Medic"، المملوكة لنائب مقاطعة تيشيت، وذلك لتوفير معدات وتجهيزات لصالح مراكز تصفية الكلى في البلاد، مع أن هذه الشركة لم تشارك أصلا في المناقصة المفتوحة.

 

وتم منح هذه الصفقة عبر التراضي بعد أسابيع قليلة من إلغاء وزارة الصحة مناقصة مفتوحة حول نفس الموضوع، شاركت فيها عدة شركات، فيما قاطعتها شركة "MS – Medic"، التي منحت لها الصفقة الجديدة بالتراضي.

 

وأعلنت المناقصة الدولية المفتوحة يوم 26 أغسطس 2021،  منتصف العام المنصرم، وفي شهر أكتوبر تم فتح العروض يوم 12 أكتوبر 2021، ثم بعد أكثر من ثلاثة أشهر، أي يوم 17 يناير 2022 أعلنت الوزارة إلغاءها، لتعود وتمنحها بعد نحو شهر ونصف عبر التراضي المباشر.

وتحتكر الشركة التي منحت لها الصفقة من طرف وزارة الصحة، صفقات التوريد في هذا المجال منذ أكثر من عقد من الزمن، بسبب وقوف نافذين خلفها، وذلك على الرغم من شكوى الأطباء، وكذا المرضى مما يصفون بتدني الخصائص الفنية أجهزتهم، ونقص المستلزمات التي يقدمونها وفقا للعقد.

وقد أكدت اللجنة الوطنية لمراقبة الصفقات العمومية عدم اعتراضها على منح هذه الصفقة بالتراضي في محضر صادر عنها الخميس 03 مارس 2022، بعيد وصول رسالة المنح من طرف لجنة صفقات قطاع الصحة يوم الأربعاء 02 مارس.

طلبية جاهزة

وتكشف الآجال المحددة للشركة التي منحت لها الصفقة جاهزية الطلبية لديها، حيث لم تتجاوز الآجال بالنسبة لمعدات التصفية 15 يوما، فيما منحت التجهيزات الأخرى أجل 30 يوما فقط.

إلغاء المناقصة المفتوحة يوم 17 يناير الماضي

وكانت الصفقة المفتوحة التي ألغت الوزارة يوم 17 يناير الماضي بعد مشاركة العديد من الشركات قد تضنت توفير  120 ألف من مستلزمات التصفية، إضافة لـ20 جهاز تصفية، و20 وحدة لتصفية المياه.

الاستثناء الكاشف

يوم 16 أغسطس الماضي دشن وزير الصحة 20 وحدة للتصفية في مركز الاستطباب الوطني، أقيمت بمنحة من المملكة العربية السعودية، وشكلت استثناء في تاريخ أجهزة الكلى لأن صفقتها فازت بها شركة "توب تكنولوجي"، وليس شركة "MS – Medic"، المحتكرة لكل صفقات القطاع، وذلك إثر مناقصة مفتوحة.

فقد استجلبت الشركة تجهيزات حديثة من صناعة شركة ألمانية تسمى ""BBRAUN ومعها مستلزمات تصفية متكاملة، فيما تفتقد المستلزمات الأخرى للعديد من اللوازم الضرورية.

حصص تفصية في الوحدات الجديدة المدشنة أغسطس الماضي

وفور بدأ هذه التوسعة الجديدة عملها ابتداء من أغسطس الماضي واجه العاملون عليها ضغوطا كبيرة من المرضى وذويهم، بسبب اختلاف نوعية الأجهزة، والمعدات المستخدمة في هذه التوسعة، وهو ما كشف الفوارق مع الأجهزة والمعدات الموجودة في المراكز الأخرى، والتي تفرض على العاملين في المراكز استخدام قفازات وضمادات غير معقمة.

وتم افتتاح التوسعة بمخزون مستلزمات من نفس الشركة لا يتجاوز 1000 حصة تصفية فقط، ومع اقترابها من النفاذ بدأت الضغوط من أجل وقف توريد مستلزمات نفس الشركة لأجهزتها، واستخدام معدات شركة (MS) المستخدمة في المراكز الأخرى، والتي تصنعها شركة "GAMBRO"

مغامرة كبيرة

مصادر خاصة أكدت لوكالة الأخبار المستقلة أن أخصائي الكلى في البلاد وقعوا بشكل جماعي رسالة خاصة موجهة لوزير الصحة، وصفوا فيها احتكار شركة توريد وحيدة للمجال، بأنه "مغامرة كبيرة"، لافتين إلى إمكانية تعرضه لمخاطرة كثيرة، وغير متوقعة، كإفلاس الشركة، أو انقطاع سلاسل توريدها.

وقال الأخصائيون في الرسالة التي حصلت الأخبار على نسخة منها إن تفاجأوا من تجاهل الوزارة للمواصفات الفنية التي حددوها بطلب من وزارة الصحة، وسملت للوزارة يوم 17 أغسطس الماضي.

كما استغربوا تسمية ماركات الأجهزة في الملف الفني، وتجاوز رأيهم كأخصائيين في تحديد الاحتياجات، والتوقعات بخصوص التجهيزات والاستهلاكات، وكذا تحديد المواصفات الفنية.

وتبرأ الأخصائيون من أي مسؤولية عن المعدات والتجهيزات التي طلبها بناء على ملف فني تجاهل الملاحظات التي قدموها للوزارة بناء على طلب منها.

ورأى الأخصائيون ضرورة توزيع الكميات بين عدة شركات لإتاحة الفرصة للمنافسة، ولضمان أفضل الأجهزة جودة لمرضى الفشل الكلوي في البلاد، وبأقل تكلفة على ميزانية الدولة.

أعداد متزايدة

ويوجد في موريتانيا أكثر من 1000 مصاب بالعجز الكلوي، موزعين على 15 مركزا في عموم البلاد.

وتوجد أربعة من هذه المراكز في العاصمة نواكشوط، في المستشفى الوطني، والمستشفى العسكري، ومستشفى الصداقة، ومستشفى الشيخ زايد.

فيما تتوزع بقية المراكز على عواصم الولايات الداخلية (النعمة – العيون – كيفة – كيهيدي – ألاكـ - روصو – أطار – نواذيبو – تجكجة – سيلبابي – الزويرات)، فيما كانت مدينة أكجوجت الاستثناء الوحيد من بين عواصم الولايات، حيث تعطل مركزها بعد فترة وجيزة من عمله.

ويؤكد أطباء عاملون في المجال ارتفاع أرقام الوفيات في صفوف المصابين بالفشل الكلوي في البلاد، إلى الضغط الكبير على الأجهزة مما يفرض نقص مدة حصة التصفيات لكل مريض، بنحو ساعة لكل حصة، وكذا ضعف الصيانة، فضلا عن تقادم الأجهزة المستخدمة في جل المراكز، ووجود أجيال جديدة أكثر تطورا.

 

نقلا عن موقع : الاخبار t