للذين لايرون فسادا إلا فساد العشرية نقول مهلا!!!

سبت, 09/17/2022 - 23:22

 الكثيرون مجمعون على فساد العشرية، و يصر بعضهم  على   محاسبة المسؤولين السابقين ،واسترجاع الأموال التي يعتبرونها منتهبة، في تلك  الفترة  ،وإننا نتفق مع القائلين أن الفساد في العشرية ، كان كبيرا وواسعا، ونزيدهم بأن الطغمة التي كانت في النظام الماضي ،تميزت بالصلف والعنجهية والنزق بشكل غير مسبوق؛
وإنني كما اعترفت بفسادهم أقر بأن هذه العشرية تخللها أعمال جيدة  كبناء مطار ام التونسي ، وقصر المؤتمرات الاجمل والاضخم مما سبقه ،وكما بنا الجامعة و مستشفى أمراض الصدر ، وتم البدؤ فيها  بمشاريع ضخمة كمشروع تزويد مدن الحوضين بمياه بحيرة الظهر !!! وكسد سغليل ومنشآت اخرى ، وقد رافق ذلك الكثير من التطبيل والمبالغة في تضخيم المنجز، والكثير من التصفيق كما رافقه الكثير  من الأرتجال وضعف التخطيط المحكم مثل ما حدث في مصنع الألبان في الحوض ،الذي تبين فشله، و الذي حدث في،استصلاح واستغلال ضفة النهر للزراعة الذي كان نصيبه الفشل الكامل.
لكننا نتساءل عن العشرات التي سبقت هذه العشرية ؟ ماذا جرى فيها وماذا بدد من اموال ؟ وكم افلس من البنوك وكم صفي من الشركات ؟ لقد كانت فترة المرحوم المختار ابن داداه اقل فسادا مما أعقبها رغم أنها لاتخلوا من العيوب!! لكن الذي اعقب تلك المرحلة يشكل سلسلة من التفنن في الفساد والتوسع في صيغ تضييع الثروة الوطنية وكل مقدرات البلد!!
 أما السنوات أثلاثة التي اعقبت "العشر العجاف"   فلم تكن كلها بناء وتطورا وتقدما في كل الميادين ولم يتحقق فيها من المنجزات ما يمكن أن نملأ به صفحات نشراتنا!! لقدكان أول فترة أثلاثة متابعة للعشرية بالقول وبالعمل وتبنيها والأفتخار بمواصلة تتميم مهامها ، ثم تلتها مرحلة التخلي عن المرحلة ورجلها الاول قولا وتبنيها با استمرار الثقة برجال المرحلة الماضية باستوزارهم ومنحهم الثقة وتمكينهم مواصلة عمل حزبهم الذي غير ولاءه وإسمه  وحافظ على سياساته وتوجهاته دون تغيير يذكر .
هل يمكن تبرئة النظام الحالى ورجاله ومسؤلي قطاعات اقتصاده ومنشآته الخدمية من الفساد؟ هل مايجري من أعمال ومايعقد من صفقات يجري بشفافية وطبقا للمعايير المعتبرة في العالم كله؟  وهل نعتبر التفتيش الذي تم التحدث عنه بأصوات مرتفعة يعمل بفعالية؟ وهل ما ثبتت عليه المخالفات واضحة تم إبعاده أو معاقبته؟
إن الذي يمكن التأكد منه من ثلاثية غزواني هو إظهاره حسن النوايا اتجاه الضعفاء والمهمشين،  ونعتقد صدقه في حسن نواياه لكننا نتساءل هل أفاد الضعفاء والمهمشون حسن النوايا التي اتسم بها كل من سبق غزواني من المختار بن داداه ومحمد خون بن هيدالة ،ومعاوية ولد سيد أحمد للطايع ومحمد بن عبد العزيز الذي سماه من يحيطون بغزواني اليوم رئيس الفقراء؟! إن حسن النوايا يفتقر دائما إلى تدابير حقيقية ، وأفعال تجعل إمكان تجسيد شيء منها ممكنا فهل يمكن خدمة البؤساء بوضع الثقة بالمسؤولين الفاسدين؟ إن اول خطوة لها مصداقية هي اختيار اخيار نزهاء اكفاء مخلصين ووضع برنامج محدد الاهداف وواضح التوجهات ،وغير ذلك لايعدو كلاما طال سماعه من كل حاكم ومن اتباعه..
إن الفساد فساد واحد ليس فيه فساد العشرية يستحق المحاربة والأيدانة وفساد آخر لا يهم سواء ماكان يجري في الماضي والذي لايمنع قدمه المطالبة باسترداده مادام جسم الجريمة متجسدا في مبان وممتلكات باقية مما نهب في الماضي !!!
فكل تفكير لايتضمن نظرة شاملة موضوعية تستهدف إنهاء الفساد ووقفه أولا ثم النظر بموضوعية وشمولية لما يمكن علاجه من الماضي دون تمييز او تحامل غير مبرر و استخدام المعايير المزدوجة، وواقع القوة الحاضرة والجو السائد ،فذلك لايخدم البلد ومصالحه ،وقد يتسبب فيما لايحمد عقباه!!!   

التراد بن سيدى