قدم الفريق المغربي لكرة القدم، بحسب إجماع أهل التخصص في عالم الرياضة، أداء جيدا في مونديال قطر 2022، وحقق إنجازا تاريخيا للمنتخب وللكرة العربية والإفريقية، على اعتبار أنه أول فريق عربي وإفريقي يصل إلى المربع الذهبي وينافس على المركز الثالث، وبذلك يكون قد فتح الطريق وفك عقدة الفرق العربية والإفريقية التي في الغالب تغادر من دور المجموعات أو بالكاد تمر لدور 16، في كل مشاركاتها السابقة من عمر هذه البطولة منذ انطلاقتها عام 1930 في الأورغواي.

أنفاتينو يهنئ فريق المغرب

ورغم خسارتيه الوحيدتين في المونديال، أمام كل من فريقي فرنسا وكرواتيا، إلا أنه أدى أداء احترافيا وبطوليا، ولكن الحظ لم يحالفه في الوصول إلى النهائي ولا الحصول على المرتبة الثالثة، ولكن خرج مرفوع الرأس لأنه تمكن من مقارعة كبار الفرق الأوروبية في هذه البطولة والتي تمتلك خبرة سنين طويلة وبعضها توج سابقا بكأس العالم.

وقد هنأ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو فريق المغرب خلال مؤتمر صحفي بيوم قبل أداء منتخب المغرب مباراة الترتيب مع فريق كرواتيا، على الأداء الكروي المتميز والاحترافي الذي قدمه المغرب خلال هذه النسخة المقامة على أرض قطر واصفا إياه بالأداء الاستثنائي”، وقدم التحية للمدرب المغربي وليد الركراكي ووصفه بأنه مدرب ممتاز، مثمنا هذا الإنجاز بأنه جاء ثمرة عمل طويل وصبر وليس صدفة، مضيفا أنه وبعد هذا المستوى الجيد الذي قدمه الفريق، أثنى على أداء الفرق الإفريقية عامة، مؤكدا أن الكرة الإفريقية وصلت إلى القمة وأن عدد المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم سيرتفع إلى عشرة فرق ابتداء من النسخة المقبلة 2026 والتي من المقرر أن تقام في كل من أمريكا وكندا والمكسيك.

 

التحام عربي شعبي وراء الفريق

حقق المنتخب المغربي بهذا الإنجاز الرياضي إنجازا عربيا من حيث دعم المشجعين العرب له بما أنه الفريق العربي الوحيد الذي بقي في البطولة بعدما غادرت الفرق العربية الأخرى، وهي كل من تونس والسعودية وقطر مبكرا من دور المجموعات، وأصبح نجاح الفريق في المرور إلى أدوار متقدمة القشة التي تعلق بها المشجعون، العرب للإبقاء على مذاق ونكهة عربية للمونديال. فازدحمت المدرجات بأعلام الدول العربية كلها وغصت أماكن احتفالات المشجعين في شوارع الدوحة هاتفين بهذا الانتصار العربي الكبير الذي أنجزه فريق عربي في الإطاحة بأكبر الفرق الأوروبية المصنفة تصنيفا جيدا في ترتيب الفيفا كالفريق البلجيكي المصنف ثانيا على المستوى العالمي.

 

هذه البداية ومازال مازال

أطاح المشجعون الجزائريون المتواجدون في الدوحة خاصة، بالنافخين في رماد الفتنة من بعض الإعلاميين وبعض ناشري الشائعات من أجل تحويلها إلى فتنة بين الأشقاء، كما أطاح الفريق المغربي بخصومه الواحد تلو الآخر على أرض الملعب، فقد اصطف المشجعون الجزائريون مع أشقائهم المغاربة في التشجيع والاحتفالات مرددين أغنية المطرب الجزائري “رابح درياسة” رحمه الله، التي أنتجها خصيصا للفريق الجزائري “الخضر” والتي فيها كلمات، “مبروك علينا حيو أبطالنا وهذه البداية ومازال مازال”، وقد راجت هذه الأغنية حتى حفظها كل العرب من كثرة تردادها خلال الاحتفالات بفوز الفريق المغربي الذي كان بحق مفاجأة المونديال وملحه وقد سار المشجعين الجزائريين والمغاربة جنبا إلى جنب رافعين أعلام بلدانهم على حد سواء وهو خير دليل على ان الشعوب العربية على قلب رجل واحد في السراء والضراء.