عن الرياض عاصمة للإعلام العربي / د. أحمد النحوي

أحد, 12/30/2018 - 00:56

استطاعت  المملكة العربية السعوديةورغم الحملات الإعلامية التي شنت على المملكة   خلال  الفترة المنصرمة أن  تكون محل  أنظار العالم  فقد احتضنت  المملكة تظاهرات  عديدة  في فترة واحدة فمن مؤتمر علماء  الملسمين في مكة  المنظم من قبل رابطة العالم الإسلامي  الذى حضره  أكثر من 1200  عالم ومفكر وقائد طائفة دينيةً من شتى المذاهب والمدارس والطوائف لإسلامية في مشهد نادرا ما نشاهده في عالمنا العربي والإسلامي  

كانت  الرياض  عاصمة للإعلام العربي حدثا آخر  جمعت فيه  المملكة العربية السعودية مئات    الإعلاميين من شتى أصقاع العالم العربي , كتاب رأي ومثقفين ورؤساء تحرير ووزراء إعلام  اجتمعو كلهم في الرياض  ليناقشوا واقع إعلام عربي تتنازعه أهواء الساسة وتعصف به بعض القنوات الإعلامية التي سخرت  لتدمير الشعوب العربية وإشاعة الفوضى فيها , والحرص على أن تكون لغة لدم هي السائدة بدل لغة السلم والسلام  .

كانت زيارتي الأولى للرياض  وقد سررت  بالصورة التي شاهدتها لهذه العاصمة التي تعتبر من أعرق العواصم العربية  وأقدمها  تاريخا وأقربها إلى مهد الرسالة المحمدية ,  استقبلتنا الرياض  بوجه  باسم مشرق  يتطلع إلى غد أفضل , للوطن والأمة

خلال  فعاليات  الرياض عاصمة للإعلام  العربي أتيحت لي فرصة  استكشاف  جواتب مهمة من رؤية  2030 التي  أطلقها ولي العهد السعودى  الأمير محمد بن  سلمان   والتي بدأ في تطبيقها  على أرض  الواقع  فلم  تكن مجرد شعارات ورغم ما  يواكب كل إصلاح  اقتصادى من مخاطر إلا أن الرؤية لا تزال تخطو  بخطوات ثابتة وإصرار كبير من الأمير الشاب أن يجعل بلده  من أكثر البلدان تأثيرا ليس فقط  في المحيط العربي والإسلامي وإنما في المحيط العالمي ...

كانت فعاليات احتفالية  الرياض عاصمة للإعلام العربي  لوحة جميلة  حضر فيها العرب جميعا واستذكرت فيها الرياض  تاريخها مع  الإعلام وكان للقدس حضورها وكذلك لبغداد العزة والكرامة  التي كانت عاصمة للإعلام  العربي في العام المنصرم , استلمت الرياض المشعل من بغداد  على أمل أن تعيد للإعلام العربي حيويته وتوهجه وأن تصحح مسارات الإعوجاج فيه وتجعل منه إعلاما خادما لقضايا الشعوب العربية  ومنافحا  عن همومها وداعما لقضاياها , دون استغلال أو تدجين أو تضليل .

حضرنا على  هامش   الفعالية عدة أنشطة من بينها  ملتقى الميزانية العامة  الذى تميز  بعروض قدمها  وزراء  سعوديون  عن قطاعاتهم وكانت  هذه الميزانية  هي الأكبر في تاريخ المملكة وتميزت  مداخلات الوزراء  بالصراحة والموضوعية والشفافية كما تميزت تعقيبات الحاضرين وأسئلة الصحافة بجرأة في الطرح وموضوعية في التحليل .

 لقد  استطاع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد  السعودى أن يصنع بيئة اقتصادية  ستساعد في التحول الاقتصادى   الكبير الذى ستشاهده المملكة  من خلال رؤية 2030  التي بدأت أهم معالمها ترى النور فقد استطاعت الدولة أن تخفف من اعتمادمها على النفط كمصدر  أساسي  للدخل في المملكة 

محطتنا الأخيرة كانت  مهرجان  الجنادرية هذا المهرجان الذى أصبح  محطة  ثقافية  ومعلمة أدبية وشعرية  يذكر العرب بأيامهم  الأولى ويستذكر تاريخ  الجزيرة العربية ففيه  تجد  عبق  عكاظ وأريج  أصحاب المعلقات وفي  الجناح  الخاص بالمدينة المنورة  ومكة  المكرمة تقوم برحلة عبر  الزمن تأخذك إلى خير العصور والأزمنه , الجنادرية مهرجان ثقافي  وفكري يجمع الكثير من نخب العالم العربي والإسلامي ,,

نجحت  وزارة الإعلام السعودية  في تنظيم هذه التظاهرة الكبيرة وكان لوكيل الوزارة المسؤول عن الإعلام  الخارجي الدكتور خالد الغامدي وفريق العمل معه دور بارز في إنجاح التظاهرة وأن تترك صدى طيبا في نفوس جميع من كل المشاركين من جميع الدول العربية 

مثلت الحكومة الموريتانية من قبل وزير الثقافة الناطق لرسمي باسم الحكومة الأستاذ سيد محمد ولد محم

 الذى أحسن تمثيل البلد فهو من أكثر الوزراء ثقافة  ودبلوماسية وقدرة على التواصل وكان لذلك أثره في التواصل مع المشاركين من مختلف البلدان العربية. 

أثنى المشاركون من موريتانيا في لقائاتهم مع الإعلاميين والمسؤولين  على الدور المميز الذى يلعبه سفير خادم الحرمين الشريفين في الجمهورية الإسلامية الموريتانية سعادة  الدكتور هزاع بن زبن بن ضاوي لمطيري وطاقمه المميز في إطار ترسيخ العلاقات الموريتانية السعودية وتطويرها حتى تصل إلى تطلعات قائدي البلدين بما فيه خدمة شعبيهما وتحقيق مصالحهما الكبرى .

كانت أياما مميزة قضيتها بين إخوة وأحبة في الرياض  حق لنا أن  نقول فيها بتصرف  

وكانت في ‘الرياض’  لنا ليال
سرقناهن عن ريب الزمان
جعلناهن تاريخ الليالي
وعنوان المسرة والأمان
 فلو نعطى الخيارلما افترقنا
ولكن لاخيارمع الزمان

د.أحمد النحوي

كاتب وإعلامي موريتاني

دكتور باحث بجامعة محمد الخامس

[email protected]