
أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الاثنين بقصر المؤتمرات المرابطون في نواكشوط، على انطلاق أشغال النسخة السابعة من مؤتمر ومعرض موريتانيد 2025 للطاقة والمعادن، تحت شعار “موريتانيا أرض الفرص”.
ويهدف المؤتمر، الذي يستمر ثلاثة أيام، إلى تسليط الضوء على الإمكانات الهائلة للبلاد واستقطاب الاستثمارات في قطاعي الطاقة والمعادن، وقد شهد مشاركة واسعة من الشركات الوطنية والدولية والمتخصصين في القطاع. كما يعد المعرض المنصة الأبرز في شمال غرب إفريقيا لقطاعات التعدين والطاقة.
وقد استهل فخامة رئيس الجمهورية اليوم الأول بتدشين أجنحة المعرض المنظم على هامش المؤتمر، وقام بجولة في مختلف أرجائه.
وفي كلمته بالمناسبة، قال معالي وزير المعادن والصناعة السيد اتيام التيجاني، إن موريتانيا أرض الموارد والفرص، مؤكدا أن ثرواتها المعدنية والطاقوية شكلت على مدى عقود رافعة أساسية للتنمية الوطنية، واليوم تفتح صفحة جديدة في تاريخ القطاع المعدني والطاقوي، عنوانها” التحديث والابتكار والاستدامة”.
وأوضح معالي وزير المعادن والصناعة أن إشراف فخامة رئيس الجمهورية على إطلاق المؤتمر يضفي رمزية خاصة ويؤكد الأهمية الاستثنائية التي توليها موريتانيا لتطوير قطاعي المعادن والطاقة.
وأضاف أن اعتزاز البلد بثرواته الوطنية لا ينبع فقط من كونها رافعة اقتصادية أو موردا وطنيا مستداما تعتمد عليه في خططها واستراتيجياتها التنموية، وإنما لكونها أداة لشركائها مع العالم، وهي تجسد بعدا أصيلا في ثقافتها ودينها وهو الانفتاح والتفاعل مع الأمم.
واعتبر أن الشراكة أبعد وأعمق من مجرد تبادلات تجارية تعود بالربح على موريتانيا وعلى شركائها، مشيرا إلى أنها تعبير عن رغبتها الصادقة في نسج أواصر إنسانية وثقافية بين المجتمعات البشرية.
وأوضح معالي وزير المعادن والصناعة أن الوزارة شرعت في إصلاح شامل للإطار القانوني والمؤسسي، لضمان مناخ استثماري مستقر وتنافسي وشفاف، مضيفا أن رؤيتهم في هذا الصدد واضحة، وهي أن تصبح موريتانيا قطباً معدنياً وطاقويا مرجعياً في إفريقيا، وفاعلاً مؤثراً على الساحة الدولية.
وأكد حرص موريتانيا على الوفاء بالتزاماتها، معلناً عن فتح ذراعيها أمام جميع الشركاء الراغبين في استكشاف الإمكانات المعدنية والطاقوية الهائلة لموريتانيا، من أجل بناء تعاون مسؤول ومثمر يعود بالنفع على الوطن وشركائه معاً.
وبدوره أوضح الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم)، السيد محمد فال محمد التلميدي، أن اختيار عنوان المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على الإمكانات الهائلة التي تزخر بها البلاد في قطاع التعدين والصناعة.
وثمن نجاعة السياسات التي انتهجتها الشركة لتعزيز مواردها الاقتصادية وزيادة كفاءة خدماتها، مشيرًا إلى أن هذه الخطط تساهم بشكل مباشر في دعم الاقتصاد الوطني.
واستعرض خلال كلمته أبرز الإنجازات التي حققتها شركة “إسنيم” خلال الفترة الماضية، وكذلك الآفاق المستقبلية الطموحة للتوسع في مشاريع جديدة تعزز من مكانتها الإقليمية والعالمية.
ومن جهته، أكد رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، السيد محمد زين العابدين الشيخ أحمد، أن هذا المنتدى أصبح من أهم الفعاليات الاقتصادية في المنطقة، مما يعكس تطور بيئة الأعمال في موريتانيا وانفتاحها على الاستثمارات الدولية.
وأشاد بالمكانة التي تحظى بها البلاد على المستويين الدولي والإفريقي، لافتًا إلى أن انعقاد مؤتمر بهذا المستوى يدل على قوة هذه المكانة وجاذبية موريتانيا كوجهة استثمارية واعدة، مؤكدا على دور القطاع الخاص في دعم جهود التنمية المستدامة.
فيما نوه السيد ماهيش بابو، باسم شركة “سباير إيفينت”، بمستوى الخدمات وجودة التعاون الذي وجده فريقه خلال التحضير للمؤتمر، معبرا عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلتها الجهات الموريتانية لضمان نجاح الفعالية.
وأشار إلى أن هذا المستوى من التنظيم والاستعداد يعكس إرادة حقيقية لتقديم صورة مشرقة عن البلاد، ويؤكد قدرتها على استضافة الفعاليات الدولية الكبرى بكل كفاءة واحترافية.
وبدوره قال السيد غوردون بيريل، نائب الرئيس التنفيذي للإنتاج والعمليات في “بي بي إنترناشيونال”، إن مشروع حقل السلحفاة “احميم” للغاز كان قبل سنتين مجرد حلم، وأصبح الآن حقيقة قائمة على أرض الواقع، مما يمثل نقلة نوعية في قطاع الطاقة بموريتانيا.
وأعرب عن تفاؤله الكبير بإمكانيات هذا المشروع في المساهمة في تلبية الطلب المحلي والإقليمي على الطاقة، وتعزيز مسارات التنمية الاقتصادية، معبرًا عن فخره بشراكة شركته مع هذا المشروع الاستراتيجي.
كما قدم السيد مارك كراندال، الرئيس والمؤسس لشركة “سي دبليو بي غلوبال” عرضًا مفصلاً حول نشاط شركته ورؤيتها المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بمشاريع خفض انبعاثات الكربون والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
كما استعرض فرص الشراكة الاستراتيجية مع موريتانيا في مجالات الطاقة النظيفة والتعدين المستدام، مؤكدا على وجود إمكانيات كبيرة للتعاون المشترك يمكن أن تساهم في نقل التكنولوجيا وخلق فرص عمل وتعزيز الاقتصاد الأخضر في البلاد.
وشهد اليوم الأول جلسات نقاشية رفيعة المستوى، حيث ناقش المشاركون في جلسة “موارد التعدين والنفط والغاز للانتقال الطاقوي العالمي” رؤية ودور القارة الإفريقية في توفير المعادن النادرة والطاقة النظيفة، بمشاركة ممثلين عن مجموعة استراتيجية المعادن الإفريقية والبنك الدولي وشركات عالمية.
ومن المقرر أن يشهد المؤتمر انعقاد جلسة “استراتيجيات التعدين والطاقة، الموارد، القدرات، التعاون الإقليمي والشراكات”، والتي تتضمن نقاشاً وزارياً حول السياسات العامة وجاذبية الاستثمار والحوكمة في القطاع الاستخراجي، بالإضافة إلى نقاش معمق حول فرص وتحديات التعاون الإقليمي في مجالي التعدين والطاقة بغرب إفريقيا.
جرى حفل الافتتاح بحضور معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي، ورئيس المجلس الدستوري، والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، والوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية، والوزيرين المستشارين برئاسة الجمهورية، وأعضاء الحكومة، وقادة الأجهزة الأمنية ووالي نواكشوط الغربية، وعمدة بلدية تفرغ زينه، ونائبة رئيسة المجلس الجهوي لنواكشوط وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى موريتانيا.





