كاتبة: صفحة ولد محم علي الفيس بوك تتحول من التمجيد للرئيس السابق الي "توقف نرجوك"

خميس, 01/09/2020 - 07:25

التعليقاتيتخذ أغلب الوزراء وحتى الرؤساء في العالم منصات خاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعي؛ يبدون فيها آراءهم ويعلنون من خلالها عن قراراتهم كيما تتفاعل معها شعوبهم ومتابعوهم. في حين أن معظم الوزراء الموريتانيين لا يلجون إلى هذه العوالم إلا بعد الإقالة أو الاستقالة  والخروج من اللعبة السياسية.

‎حيث قام وزراء سابقون بفتح صفحات على “السوشيال ميديا” لنشر آرائهم والتفاعل مع جمهور لم تكن لهم به أي علاقة أو صلة أيام كانوا في مراكز القوة، وكأنهم جعلوا من هذه المنصات مقاهي  يأوون إليها هربا من ملل التقاعد والبطالة وطمعا في ان يظل لهم تأثير على الرأي العام حتى ولو كان ضعيفا، و ربما خوفاً أيضا من نسيانهم أو تناسيهم، وقد نجح بعضهم في ذلك إلى حد كبير، حيث استطاع أن يحصل على تفاعل كبير من قبل المتابعين وأن يكون له تأثير عليهم رغم بعده عن مراكز صنع القرار.

‎ومن أكثر الوزراء السابقين الذين لاقت صفحاتهم رواجا كبيرا خاصة في فيس بوك: الوزير عبد القادر أحمد الذي يعتبر من أقدم رواد فيس بوك من بين الوزراء السابقين، وتعتبر صفحته إلى جانب صفحة الوزير السابق محمد فال بلال من أنشط الصفحات وأكثرها تأثيرا وتفاعلا مع الأحداث والجمهور .

يكاد الوالج لصفحة الوزير عبد القادر يُصاب بالدوار، حيث سينتقل من خلال تدويناته بين الأحكام و الأنظام الفقهية، التي تعوّد تقييد شواردها كما هو شأن أسلافه المجلسيين، و المواقف السياسية التي تعوّد أن ينحاز فيها لتاريخه النضالي في “الكادحين” و مبادئه كيساري ثوري، و دفاعه عن “العلمانية”، و بين صوره في مهام رسمية، حيث لا يزال يشغل منصباً مهما في وزارة الخارجية.

و هكذا أيضا  هو شأن محمد فال ولد بلال الذي تنمّ صفحته عن ثقافة متنوعة، حيث يأخذك في تدويناته التي يكتبها بأسلوب أخاذ من أدعية و تحاصين الدراويش و ابتهالات ولد أحمد يوره و ولد محمد آسكر إلى دقائق فن التيدنيت و أهازيج الفنانين و أشوارهم إلى قصص من وحي تجربته في الحياة، لمواقف سياسية ينحاز فيها غالباً لفترة معاوية ولد الطائع.

‎ أما صفحة الوزير السابق محمد العابد فمقتصرة تقريبا على التعازي والتأبينات. 

‎في حين كانت آراء الوزير محمد أمين على صفحته هي الأكثر إثارة والأوسع انتشارا رغم مايتعرض له من انتقادات شديدة ولاذعة بسبب مواقفه الجريئة من مسلمات دينية، لا يجد غضاضة في مناكفتها.

‎هذا بالإضافة إلى وزراء آخرين أقل نشاطا كالوزير حمود عبدي، والوزيرة السينة سيدي هيبة وبيجل هميد و فاطمة بنت خطري وغيرهم.

‎ومع بداية العام الجديد ازداد عدد الوزراء على فيس بوك بالوزير السابق والناطق باسم الحكومة المحامي سيدي محمد ولد محم الذي يتواجد من ذو سنة تقريبا على تويتر، ولاقت صفحته إقبالا شديدا وتفاعلا كبيرا رغم حداثتها، و التي تحولت من منبر للدفاع عن ولد عبد العزيز و تمجيد عهده إلى آخر يدعوه كلما  همّ بأن يحرك ساكناً “ارجوك توقف.!”.

‎وقد دخل بعض هؤلاء الوزراء في مناكفات كلامية مع متابعيهم، كما حدث أثناء ترأس الوزير السابق محمد فال بلال للجنة الوطنية المستقلة للإنتخابات في الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة، حيث اتهمه بعضهم بالتزوير أو التساهل مع المزورين والتغطية عليهم وهي تهم حاول الوزير نفيها لهم جملة وتفصيلا.. 

و في ترحيب ولد بلال باقتحام ولد محم عالم الفايس بوك نصحه بالصبر و همس في أذنه أنه “سيرى العجب العجاب”.

ربما فات ولد بلال الذي طالما شكا لمتابعيه حرّ السهام التي تصيبه غالباً من لدن متابعيه ممن تحمل بروفيلاتهم صورة الرئيس المصري محمد مرسي (في إشارة للإسلاميين) أن التاريخ الإيديولوجي لولد محم قد يشفع له، فلا تستهدفه تلك السهام.

‎و قد علق أيضا الوزير حمود ولد عبدي على منشور للوزير محمد فال بلال  يرحب فيه بزميلهم القديم في السياسة الجديد في فيس بوك الأستاذ سيدي محمد ولد محم معتبرا أنه هو ثالث وزير سابق يلتحق بهذا الفضاء وهم عبد القادر أحمد  ومحمد فال بالإضافة إلى السنية ناسيا الوزير حمود فكان تعليق الأخير معاتبا وممازحا صديقه “رحم الله زمانا كنت فيه أستفرد بالنطق وليس لك ولا لعبدالقادر سوى الصمت أو تمرير ما يصدر عن قطاعاتكم، عبر قناتي الوحيدة..”.

‎لقد أتاحت هذه المواقع لهؤلاء الوزراء المجال لإبراز ثقافتهم، و الاستفادة من تجاربهم، ولإبعاد شبح الملل عن حياتهم، فتمثل ذلك في تنظيرهم ونصائحهم وطرائفهم وحتى مشاكساتهم فيما بينهم. غير أن الوافد الأبرز لعالم السوشيال ميديا الموريتاني هو الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، الذي أخذ هو الآخر مقعده في مقهى المحالين للمعاش في “تويتر”. حسب ما أعلن مستشاره الإعلامي أحمد ولد الدوه.

تقدمي

عنوان المصدر: "الإنترنت مقهى التقاعد لرئيس سابق و وزراء سابقين