الرئيس محمد خونه ولد هيداله..وقصصه مع الرقابة على حركة الأسعار

اثنين, 12/28/2020 - 06:10

 

 

في إطار الرقابة على الأسعار والمحافظة  على التوازن  بين القيمة الشرائية ودخل المواطن، نقل أحد رواد "الفيس بوك" قصة وقعت في فترة حكم الرئيس السابق للجمهورية الموريتانية، محمد خونه ولد هيدالة،نقل فيها الراوي كيف كان الرئيس ولد هيدالة حريصا على رقابة حركة الأسعار إلى درجة أنه كان يتابع حركة البيع والشراء بنفسه.. وكيف أنه كان يدعوا المخالفين إلى القصر ليعاقبهم، أو يقدم لهم الإنذارات بدون وساطة عبر وزارة التجارة أو فرق حماية المستهلك التي تلهب ظهر المواطن بالضرائب المجحفة بدون أن تحصل من ذلك فائدة.

القصة نقلناها من حساب ابراهيم فال على موقع التواصبل الاجتماعي"الفيس بوك".. بدون أن نحرف فيها أو ننقص أو نزيد... كما نقلها عن  من نقلها عنه..

تقول القصة:

"في سنة 1981م وبالمقاطعة السادسة تحديدا الميناء حاليا، كنت اسكن بالقرب من سينما ميناء الفن وبجوارنا (حانوت سقط) علقت علي واجهته الأمامية لوحة كتب عليها (مراسل سونمكس) مفادها أنه يبيع السكر والورگه ومارو، وتباع هذه المواد بأسعار حددتها الوزارة الوصية علي شركة SONIMEX، وذات يوم طلب مني أحد نزلاء المنزل ان أشتري له مائة غرام من الورگه والمبلغ المتبقي خذه انت هدية لك مع أنك لست من آل البيت، إبتسمت وليس من العبارة بل من الخمسة اواق المتبقية التي ستكون من نصيبي كان اليوم باردا والجو صافيا والسماء زرقاء والساعة تقترب من منتصف النهار خرجت بسرعة صاروخية نحو الحانوت وانا أخطط لشراء ثلاث اوقيات من أمبورو وإثنتان من الزبدة(بير) تلكم خمسة من الأوقية، بطبيعة الحال بعد أن أشتري الورگه، دخلت علي جارنا مول البتيگ وناولته المبلغ وطلبت منه مائة غرام من الورگه اخذ مني المبلغ وبدء يزن الشاي علي كفة الميزان ثم قام بتلخصي الشاي وهي عملية تعبئته في ورقة من مجلة Paris Match الفرنسية ذات الشهرة انذاك، ناولي الورگه لكن مارد الدگديگ، قلت له وبحرقة شديدة الخمسة أواق المتبقية، قال لي تماشي مارجع لك شي، أصبت بالإحباط الشديد وفشل المخطط، وأثناء خروجي من البتيگ توقفت سيارة سوداء اللون من نوع Peugeot 504 وكادت أن تسد الطريق من أمامي فنزل منها ثلاثة ضباط أحدهم كان يجلس في مقدمة السيارة مع السائق وهو أول من نزل منها، قال لي ما هذا الذي بيدك قلت له وأنا ارتعش هاذي الورگ، قال لي بنبرة مرتفعة تصحبها إبتسامة خفيفة بكم إشتريتها، قلت له بخمسين اوقية، لقد كانت أحداث المشهد متسارعة ولم تكن في الحسبان عندي، المفاجئة الضابط الذي سألني هو محمد الأمين ول أنجيان وكنت أسمع عنه لكن لا عرفه ، والمفاجة الكبرى هما الضابطان اللذاني نزلا من المقاعد الخلفية من السيارة كان أحدهم رئيس الدولة المقدم محمد خون ول هيداله عرفته من خلال مشاهدته مباشرة قبل ذالك وهو في موكب رئاسي مهيب وبرفقته الرئيس الصومالي (محمد زياد بري) لقد كان يلوح لنا بيديه وفي سيارة مكشوفة تشق شارع جمال عبد الناصر، أما الضابط الذي كان معه عرفت بعد ذالك انه المرحوم العقيد( يال عبدالله الحسن) قائد أركان الجيش انذاك في ما أعتقد والله اعلم.

لاحظ الرئيس محمد خون نوبة إلإرتعاش التي أصابتني فوضع يده علي رأسي بكل هدوء ووقار، وكانت تطفو علي وجه العقيد يال عبدالله الحسن إبتسامة عسكري بكل المقاييس وهو يتحدث بكلمات فرنسية خافته وبصيغة تفوح منها رائحة الإحترام والولاء للسيد الرئيس لم أفهم ماقاله لأني لست في وضعية إستعاب، سحبني الرئيس بكل إحترام داخل البتيگ، وهناك حدثت الملحمة الكبري :

الرئيس يخاطب مول البتيگ باللهجة الحسانية : أعلاش أتزيد لسعار أعل الشعب سونمكس تطرح لك المواد عند فم بتيگك؟

تفاجأ صاحب البتيگ من المشهد، وأردف قائلا أطفيل أمش عن الدگديگ وناولني بسرعة أخطف من البرق كمشة من أنحاس أكثر من المستحق، كان صاحبنا يرتعش وكفات الميزان تطلق أصواتها المزعجة بسبب ملامست يداه للميزان، لأنه يعرف انه يقف أمام رجل كانت الجدران تخافه وقراراته انذاك صارمة،،، تسلم صاحب الحانوت ورقة بيضاء مضمونها إستدعاه الي القصر الرئاسي في اليوم الموالي

وبعد ذالك علمت من صاحب البتيگ ان الدعوة كادت أن تكون عامة حيث وجد أمامه عشرات من أصحاب الدكاكين في طابور منتظم أمام بوابة القصر الرئاسي ليدخلوا مكتب الرئيس واحدا تلو الآخر، ولم يكن للقاء رومانسيا، حيث قال صاحبنا إن الرئيس هدده بالعقاب الشديد وتم سحب ترخيص مراسل سونمكس منه نهائيا.

هذه كانت شهادة مني علي الرئيس محمد خون ول هيداله أطال الله في عمره، بغضي النظر عن بعض الأحداث الصادمة التي حدثت في فترة حكمه".