بحضور كوكبة من المفكرين والكتاب والمثقفين واساتذة التاريخ والباحثين نظمت مساء اليوم بالمركز الثقافي المغربي بانواكشوط ندوة بعنوان العلاقات الموريتانية المغربية (البعد الروحي) المحاضرة ألقاها الدكتور محمذن ولد المحبوبي رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية باداية الندوة كانت مع كلمة افتتاحية القهاه مدير المركز السيد
سعيد الجوهوري الذي رحب في مقدمة كلمته بالحضور في القاعة من مسؤولين رسميين واساتذة جامعيين وباحثين ومهتمين ووسائل اعلام وطلبة وقال ان الندوة التي سيلقيها الباحث محمذن المحبوبي عن البعد الروحي في العلاقات المغربية الموريتانيا : المغاربية والشناقطة: الاغتطباطات الموجبة والرباطات الروحية" واضاف الجوهوري انه من خلاله هذه المحاضرة يفتتح المركز سلسلة انشطته المبرمجة برسم الموسم الثقافي 2018/ 2019 مشيرا الى ان موضوع المحاضرة يكتسي اهمية بالغة لكونه يندرج في سياق ما شهدته او تشهده العلاقة بين المملكة المغربية والجمهورية الاسلامية الموريتانية الشقيقة من تواصل روحي وثق الروابط الدينية بين شعبي البلدين وجسد تقاربهما الثقافي والاجتماعي.
واضاف الجوهري بان الرحلات العلمية نحو المغرب الاقصى وخاصة من مدينة فاس الحاضنة لجامعة القوريين شكلت بالنسبة للعلماء الشناقطة الاجلاء رابطا قويا عزز من الصلات ومن التقارب الروحي بين ابناء البلدين.. ومضى قائلا بان هذه المحاضر تأتي لتجيب على العديد من الاسئلة التي تراود الحاضرين بشان الدوافع والاسباب التي افضت الى هذا التقارب الروحي والديني ومرتكزاته. ومضى الجوهوري قائلا بان الدكتور المحبوبي من الوجوه البارزة التي سلطت الضوء من خلال مؤلفاته ومحاضراته على جانب من التأثير المتبادل بين العلماء الاجلاء في البلدين وادبائهم من خلال مؤلفاتهم التي لعبت دورا في التقارب المغربي الموريتاني.. واثنى السيد الجوهري على المسيرة الاكاديمية الناجحة للمحاضر الجليل بما قدمه من دراسات وبحوث في حقل الدراسات الاسلامية تشهد عليها مؤلفاته العديدة وعشرات المحاضرات التي القاه في رحاب هذا المركز واغتنم هذه المناسبة يقول المدير للتنويه باصداره الجديد تحت عنوان" الالحاق بمستجد الجمل في ااحكام اعراب الجمل" والذي يعد باكورة تجربة 30 سنة في مادة النحو.. بدوره ركز المحاضر الدكتور محمذن ولد المحبوبي في حديثه على العلاقات التاريخية على جوانب مختلفة من اهمها الحركات التصوفية ودورها التاريخي في التبادلات العلمية والثقافية وخصوصا الطرق الصوفية كـ(الشاذلية -التجانية -القادرية) كما توقف بشيء من التدقيق على اوجه التواصل الثقافي والعلمي بين المغرب وبلاد شنقيط وتوقف عند اوجه التاثير المتبادل حيث ذكر حجم تقدير الشناقطة للعلماء والاعلام في المملكة المغربية حيث كانوا قدوة ومثلا يحتذى حيث يحرص الشناقطة على تجشم العناء لزيارة العلماء والمزارات هناك وذكر مؤلفاتهم والطرق الصوفية والكتب المغربية المعتمدة لدى المحظرة في شنقيط ..كما ذكر تقدير المغاربة للعلماء الشناقطة وذكر في هذا اشعارا وقصائد لعلماء مغاربة يعبرون فيها عن تقديرهم لعلماء كالعلامة محمد يحي الولاتي وغيره كثير كما توقف عند التقدير والاجلال الذي حظي به علماء موريتانيا لدى ملوك المملكة المغربية وما كانوا موضعه من تبجيل وتقدير ومن حظوة ليس في طريقهم الى الحج وحسب وانما في الرحلات العلمية كما نوه بالاسانيد المعتمدة لدى اهل الطرق الصوفية حيث يعود معظمها الى مشايخ مغاربة وعن افق هذه العلاقة ذكر المحاضر بإن هذه العلاقات تتطور بشكل ملحوظ حيث اسهمت الجامعات المغربية في تنويع هذه العلاقات الروحية والثقافية فأحتفت بالطلاب الموريتانين ومنحتهم أولوية خاصة من خلال المنح الدراسية التى مكنتهم من الاحتكاك بالثقافات المغربية, فضلا عن أنهم نهلوا من مختلف صنوف العلوم النافعة من الجامعات المنتشرة في ربوع المملكة, دون ان ينسى دور المركز الثقافي المغربي في نواكشوط في تنشيط هذه العلاقة والابقاء على جذوتها حية مشيرا الى إنه "ظل معلمة ثقافية بارزة وفضاء رحبا تأوي اليه أفئدة الطلبة والأساتذة والباحثين والشعراء في ترسيخ جلي لهذه الروابط ومواصلة لتعميقها وتطويرها". وشهدت المحاضرة مداخلات بعض الحاضرين تركزت في مجملها حول الإشادة بدور المركز الثقافي المغربي في ربط الصلات بين الموريتانين والمغاربة ثقافيا وروحيا واثراء الساحة الثقافية بنافع العلم, كما اضافوا بنقاشاتهم مزيدا من التوضيح والتحليل لهذه العلاقات الضاربة في جذور التاريخ بين الشعبين الشقيقين