بعض النخب لا تتفاعل مع النصوص التي تتحدث عن أوجاع الوطن، لأنها تزعم أن ذلك يغيظ السلطة، وتخشى من التجريم بالمعارضة..
والمعارضة خطر على اثنين: مستفيد، وطامع..
لكن متى كان الحديث عن هموم المواطنين، ومآسي المهمشين، وغياب العدل، والمساواة حكرا على المعارضة..
كتبت مرة- والمعارضة في ذروة زخمها، وعنفوانها- أنها والموالاة وجهان لعملة واحدة، فالموالاة حزب المنتفعين، والمعارضة حزب المحرومين..وتتقاطعان في استغلال مشاكل المواطنين، وهموهم للحصول على المكاسب الشخصية..فبينهما حبل ود متصل، وهجرة مستمرة، فالولاء شرطه الانتفاع، فإذا انقطع، واكتملت عدة المطلَّق وأيس من الارتجاع، استنكح من المعارضة وهاجر إليها مغاضبا، ثم إذا أصاب عارض السلطة بعض أوتاد المعارضة اقتلعها، واستنكحت من الموالاة دون عدة، فلا عدة لزوج الميتة إذا خطب أختها…
موجبه أن المنتفعين، والطامعين مهما كانت مستوياتهم الفكرية، لا يتفاعلون مع أصوات البؤساء، والمهمشين، والمعذبين في الأرض، وهم مؤمنون بها، ويعرفونها كما يعرفون أبناءهم، وأصابعهم التي يلعقونها وراء كل وجبة غداء، خوفا على مكسب من باب(خذ درهما واسكت)، أو طمعا في إنجاز وعد بمنفعة..
المعارضة الصحيحة أيتها المعارضة، أيتها الموالاة، أيتها النخب المحترمة، ليست رأيا سياسيا يطمع في سلطة، ولا موقفا سلبيا من نظام، بل موقف فكري ثابت من كل الأنظمة، منحاز إلى الوطن، والجماهير المظلومة، والمهمشة، ضد الظلم والاستبداد، والغلاء، والفساد…إلخ.. لا يرتبط بنظام معين، ولا بشخص حاكم معروف…
المرتضى محمد اشفاق