منذ انسحاب الجيش الفرنسي من مالي بشكل مفاجئ في فبراير من العام الماضي، عملت الجماعات المسلحة التي تنشط في المنطقة على إعادة تنظيم نفسها، وتعزيز تحالفاتها البينية، وذلك بالتوازي مع تنامي أدوار تنظيمات مسلحة أخرى، على غرار مجموعة “فاغنر” الروسية.
وفي هذا الصدد، ذكرت مصادر إعلامية موريتانية اليوم أن “دورية تابعة لقوات فاغنر الروسية توغلت اليوم الأحد في الحدود الموريتانية لملاحقة بعض الشباب الفارين للاشتباه بانتمائهم إلى الجماعات المسلحة المناوئة للجيش المالي وقوات فاغنر الروسية.
وهذا الحادث الذي سبقته حوادث أخرى مماثلة، يطرح، حسب محللين، تحديات كبيرة على الحكومة الموريتانية عن تأمين حدودها مع مالي التي تعرف نشاطا مكثفا لعدد من التنظيمات المسلحة، فيما قلل آخرون من أهمية الحادث، مؤكدين فعالية الاستراتيجية الأمنية الموريتانية لتأمين الحدود وصد التهديدات القادمة من الجارة مالي.
ونونوه هنا إلى إذاعة الساحل والصحراء التي ينشط مراسليها في تلك المنطقة نفو بشكل قاطع الأنباء المتداولة حول عملية التوغل التي تنسب لمجموعة فاغنر.
وعزت الشبكة ما جرى إلى مجرد مطاردة وخطأ في الاحداثيات وكون الحدود الموريتانية المالية من منطقة “ول ينج إلى فصالة” تشهد عمليات مختلفة فما بين عمليات استهداف تشنها جماعات مسلحة ضد الجيش المالي وعمليات للجيش المالي مدعوما بقوات فاغنير ضد الجماعات المسلحة والمتمردين وهو ما يشكل قلق للسكان في هذه المناطق الحدودية إلا أن الجانب الموريتاني من الحدود لم يشهد توغلا من قبل هذه العناصر المختلفة أو الجيش النظامي المالي أو قوات فاغنير حتى الٱن؛ غير أن حركة المسلحين وقوات فاغنير والجيش المالي ملاحظة ومناوشاتهم البينية معلومة للسلطات الموريتانية التي تراقب الوضع عن كثب.