ستنطلق الليلة على عموم التراب الوطني الحملة الانتخابية لإنتخاب رئيس الجمهورية وذلك في ظل تنافس شريف تستخدم فيه كافة الوسائل القانونية والأخلاقية بعيدا عن التعصب والمزايدات وترفعا عن كل مايعكر صفو المترشحين وانصارهم في ظل ماتبيحه الدعاية السياسية ووفقا لما تمنحه من حرية مشتركة في العرض لمضامين البرامج الانتخابية لكل مرشح .إ
إن عملية الترشح فعل حضاري واع تمنح حرية الإختيار بين اشخاص رأو في انفسهم القدرة على المنافسة في خدمة الوطن والمواطن من باب تحمل مسؤولية كبرى وبمجرد حصول عملية الترشح يخرج المترشح من نطاقهالضيق كشخصية عادية إلى نطاق اكثر مسؤولية وبتصنيف جديد يجعل منه شخصية عامة تسلط عليه مرآة النقد بدون تجريح وفي نفس الوقت تبيح لأنصاره الدفاع عنه وابراز نقاط قوته وتسويق قدرته واستطاعته على تحمل مسؤولية كبرى بكل صدق واخلاص للوطن حال انتخابه .
فالترشح فعل حضاري مهم جدا ويجعل حرية الانتخاب واجب مجتمعي تفرضه القوانين الدولية ويقتضيه واجب الحال في الإجماع ولو جزئيا على مرشح بعد نجاحه يكون في خدمة كل المجتمع بغض النظر عمن صوت مع او ضد لأن مبدأالقيادة عمومية المنفعة وتقاسم المهام وإشراك الجميع في خدمة الوطن وتقاسم خيراته بإنسجام تام تمليه المواطنة والإحساس بالإنتماء إلى الوطن .
والأصل في إعطاء فرصة في الحملة من اجل تقبل ماتفرزه صناديق الاقتراع والعمل على اعتبارها هي الحكم في عملية ديمقراطية سلطت فيها اضواء كاشفة على برامج تطرح امام ناخب له حق القبول او الرفض انطلاقا من قناعته الشخصية مع الاحترام الكامل للثوابت الوطنية والنظم والقوانين المعمول بها في البلد.
ولكل مرشح أنصاره المدافعين عنه والمقتنعين به ويرون في أنفسهم كامل الحق في الاختيار والدفاع عن هذا الإختيار ويبقى عامل المصلحة العليا للبلد فوق كل الإعتبارات والبوصلة التى توجهنا لهذا المترشح أوذاك بغض النظر عن كل مبررات الولاء والجهة او غير ذلك .
فالواجب الديني والأخلاقي يعطينا حق الأختيار لمن نرى فيه مصلحة الوطن والإستعداد الكامل لخدمة موريتانيا انطلاقا من قناعتنا الشخصية بدون تسفيه لأي شخص يرى عكس مانرى .
فمصادرة الرأي عمل مرفوض في ظل المطالبة بعمل توافقي تحسم فيه النتيجة للمتفوق تصويتا وإقناعا .
فلنخض حملة نظيفة ونستخدم فيها كل وسائل المتاح ديمقراطيا ونجمع على الاتفاق على ما تفرزه صناديق الإقتراع من ننائج لا مشككين ولا رافضين للفعل الانتخابي المتمثل فى حسم النتيجة لصالح مرشح ما فهي عملية تكليف أجمعت عليها أكثرية المواطنين في فترة تساوت فيها الحقوق وتقاسم فيها الكل واجب الاختيار وحصل فيها الحسم في الأخير .
د.مريم بنت امود