الرجلان لم يختلفا فقط في شكل وسيلة التعبير ونوعها فحسب. بل تباينت أيضا مواقفهما الفقهية فيما يتعلق بالموضوع المطروح وطريق علاجه. أبو حفص الموريتاني- محفوظ ولد الوالد- استخدم القلم وكتب وفصَّل الأدلة العقلية.. مبينا أن "يوم التاسع من ذي الحجة حسب رؤية كل أهل بلد (...) وبناء عليه، فإن الدول التي بدأ شهر ذي الحجة فيها يوم السبت ، سيكون يوم عرفة فيها يوم الأحد المقبل، وإن كان يوافق يوم العاشر حسب الرؤية في بلاد الحرمين."
وفيما يلي نص ما كتب كاملا
يوم عرفة.. هل هو يوم الوقوف به، أم هو يوم التاسع من ذي الحجة حسب رؤية كل بلد؟
يطرح هذا السؤال كثيرا كلما اختلفت رؤية هلال ذي الحجة بين بلاد الحرمين، وغيرها من البلاد، كما هو حاصل هذه السنة.
وهذه المسألة فرع عن مسألة اختلاف المطالع، وأثره في الحكم بعموم رؤية الهلال.
والراجح من أقوال أهل العلم في هذا الباب :
1-أن اختلاف المطالع، مؤثر يقتضي اختلاف الأقطار في إثبات الرؤية.
وهذه المسألة أشبعت بحثا من قبل، والأدلة فيها معروفة، ويمكن الرجوع إليها في مظانها.
2- أن ( يوم عرفة) علم على الزمان ، لا على المكان، فهو علم على يوم التاسع من ذي الحجة حسب رؤية كل أهل بلد، وإن سبق يوم الوقوف بعرفة، أو تأخر عنه.
وكما أنه لكل بلد مختلف المطلع حكمه في إثبات رؤية رمضان، وشوال، وما يترتب على ذلك من صيام ، وفطر، فكذلك الشأن بالنسبة لذي الحجة، ويوم عرفة.
وبناء عليه، فإن الدول التي بدأ شهر ذي الحجة فيها يوم السبت ، سيكون يوم عرفة فيها يوم الأحد المقبل، وإن كان يوافق يوم العاشر حسب الرؤية في بلاد الحرمين.
ولكن من أراد أن يصوم يوم وقوف الحجاج بعرفة (يوم السبت) ليضمن صيام يوم الوقوف، فخيرا فعل، فهذه العشر صيامها سنة.
والله الموفق.
موقف الشيخ محمد الحسن ولد الددو من طريقة تحديديوم عرفة (فوكال)
أما ولد الددو فقد اكتفي بتسجيل صوتي كما هي عادته يرد من خلاله فيما يبدو على رجل خاطبه على الواتساب سائلا عن يو م عرفة. وكان جوابه مقتضبا جدا. فرد على السائل أن الرؤية الأولى هي المعتبرة.. أيا كان مكانها، واقتصرت براهينه وأدلته على الاستشهاد بقول خليل: " وعم إن نقل بهما عنهما"، على حد قوله.