هل تكون تونس إحدى مفاجآت المونديال؟

اثنين, 06/18/2018 - 00:42

 

 

 

 
 

يترقب التونسيون بفارغ الصبر المباراة الأولى التي ستجمع منتخبهم، نسور قرطاج، بالمنتخب الانكليزي العتيد الفائز بكأس العالم سنة 1966، غدا الاثنين ضمن فعاليات مونديال روسيا 2018. وخصص الاعلام التونسي المكتوب والمسموع والمرئي مساحات واسعة لمتابعة تحضيرات الكتيبة القرطاجنية لهذه المباراة الصعبة التي يواجهون خلالها واحدا من عمالقة العالم.
ترقب حذر للتحضيرات من عموم التونسيين، ومتابعة لكل التفاصيل المتعلقة بالمباراة ابتداء من اسماء اللاعبين الذين ستضمهم التشكيلة الأساسية التي ستكون مزيجا بين المحليين والناشطين خارج الديار، وصولا الى الفندق الذي اختار المنتخب التونسي الاقامة به طوال فترة المونديال، وهو فندق يقع على بعد 40 كيلومترا من وسط موسكو، ويضم منتجعا سياحيا غابيا ويتوفر على جميع المرافق الضرورية للاعبين في فترة المونديال، ورفعت في أرجائه أعلام تونس وتم تجهيزه بـ500 كاميرا مراقبة وعرف استعدادات امنية لتأمين الوفد التونسي.
« ايطاليا افريقيا « هي التسمية الأهم اليوم لنسور قرطاج في الاعلام الأوروبي، وهو ما جعل الإنكليز يتبارون وديا مع إيطاليا استعدادا للمنتخب التونسي، بالنظر إلى تأثر الكرة التونسية بنظيرتها الإيطالية بحكم الجغرافيا والتفاعل بين البلدين على ضفتي المتوسط منذ عهود الحروب البونية بين قرطاج وروما. كما أن النسور أبلوا بلاء حسنا خلال المباريات التحضيرية التي جمعتهم بمنتخبين أوروبيين عريقين، هما البرتغال وإسبانيا، إضافة إلى كوستاريكا وإيران وتركيا، ما جعل الكثيرين يشبهون أداء المنتخب التونسي وانضباطه التكتيكي بنظيره الإيطالي صاحب الأمجاد والذي لم يحالفه الحظ للترشح في واحدة من مفاجآت هذا المونديال. ولعل حنين الأوروبيين إلى إيطاليا الغائبة هو الذي جعلهم يقتفون آثارها لدى القرطاجيين.
هذه النتائج المرضية في التحضيرات، والأداء الجيد للمنتخب، جعلت أحلام التونسيين بترشح فريقهم الى الدور الثاني تكبر يوما بعد يوم، رغم ان مجموعة تونس، بحسب عديد المتابعين هي مجموعة صعبة، بل لعلها الأصعب بالمقارنة مع المجموعات التي تضم بقية المنتخبات العربية. كما أن الحظ لم يحالف التونسيين بعد إصابة نجمهم يوسف المساكني قبيل المونديال والذي حرم من المشاركة شأنه شأن هداف البطولة البلجيكية حمدي الحرباوي الذي لم تتم دعوته بسبب خلاف بينه وبين رئيس الاتحاد التونسي وبعض زملائه في المنتخب.
ورغم هذه الغيابات غير الهينة والتي تعتبر من الحجم الثقيل، فإن صياد النسور نبيل معلول نجح على ما يبدو في اختياراته، ودعا عموما أفضل ماهو موجود محليا وخارجيا. وبالتالي فإن تشكيلة المنتخب التونسي التي ستواجه انكلترا ستتشكل من الفئتين، ومن المرجح أن تؤول حراسة المرمى لمعز حسن أو أيمن المثلوثي، أما قلب الدفاع فسيحوي ياسين مرياح ومعه إما صيام بن يوسف أو يوهان بن علوان، أما الظهيران فمن المرجح أن يكونا علي معلول وحمدي النقاز، وسيتشكل وسط الميدان الدفاعي من الثلاثي الياس السخيري وسيف الدين الخاوي والفرجاني ساسي، وهجوميا في الوسط بات من شـبه المؤكد التعويل على نعيم السليتي وأنيس البدري، و سيكون وهبي الخزري إذا تم تأهيله من الإصابة قلب الهجوم، وفي حال لم يكن الخزري جاهزا فإن فخر الدين بن يوسف سيكون البديل.
وكان تصريح سفير بريطانيا في تونس، الذي أعرب من خلاله عن أمله بأن يتعادل « منتخبانا »، بحسب تعبير السفير، وان يترشحا معا ويتقابلا في آخر جولة من المونديال، حظي باهتمام واستحسان شرائح تونسية عدة متابعة لهذا الحدث الهام، وحتى سفير روسيا بتونس أدلى بدلوه في هذا الإطار، اذ عبر عن أمله بان يتوفق نسور قرطاج في تقديم مردود جيد يشرف كرة القدم التونسية، وأضاف ان المنتخب التونسي فريق عريق وتأهل عن مجموعته الإفريقية في المرتبة الاولى، كما انه يصنف الأول عربيا وإفريقيا في ترتيب الفيفا. كما عبر مدرب المنتخب البلجيكي، منافس تونس، عن اعجابه بأداء نسور قرطاج أمام المنتخب الاسباني، وقال أن مردود التونسيين لم يكن مفاجأة أو صدفة، وهو تأكيد على أن تونس قد تكون واحدة من مفاجآت هذه الكأس العالمية، ويخوض المنتخب التونسي غمار المونديال الروسي ضمن المجموعة السابعة التي تضم أيضا انكلترا وبلجيكا وبنما.
فالجميع في تونس إذن يتابع المباريات التحضيرية الودية، ومن كل الشرائح والاعمار، فحتى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، وأثناء لقائه بلاعبي المنتخب وطاقمه الفني بقصر قرطاج الرئاسي قبيل سفرهم الى روسيا في طائرة خاصة كتبت عليها بالانكليزية وبخط بارز عبارة « نسور قرطاج »، أثنى على الاداء الجيد، ونظر إلى أحد اللاعبين وعبر إن إعجابه بمردوده، وسأله ممازحا عن ركلة سددها اللاعب، هل الحظ كان وراء نجاح تلك التسديدة؟